74

Explanation of the Dalya Poem by Al-Kaludhani

شرح القصيدة الدالية للكلوذاني

Publisher

دار ابن الجوزي

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٣٠ هـ - ٢٠٠٩ م

Genres

ما كنتُ لأفعل هذا ورسولُ الله ﷺ مصدودٌ ومحبوسٌ عن البيت، فقال له النبيُّ ﷺ: «ذاك الظَّنُّ بِكَ»، أو كما ورد في القصة (١). قال الناظمُ ﵀: ٣٦. صِهْرُ النَّبيِّ عَلَى ابْنَتَيْهِ وَمَنْ حَوَى ... فَضْلَينِ فَضْلَ تِلاَوَةٍ وَتَهَجُّد قوله: «صِهْرُ النَّبيِّ عَلَى ابْنَتَيْهِ» هذه من فضائل عثمان التي اشتهر بها، وهي أنه تزوَّجَ ابنتي رسولِ الله ﷺ، رُقَيَّةَ وأمَّ كُلْثُوم ﵄، وقد ماتتا في حياة النبي ﷺ. وقوله: «وَمَنْ حَوَى فَضْلَينِ» يعني: حاز فضلين، «فَضْلَ تِلاَوَةٍ وَتَهَجُّدِ» أي: فضل قراءة القرآن وفضل قيام الليل. فالناظم ﵀ أثنى على عثمان ﵁ بثلاثة أمور: ١. بمبايعة النبيِّ ﷺ عنه بيدِه الشَّريفة. ٢. وبمصاهَرَتِه للنبيِّ ﷺ وتزوُّجِهِ من ابنتَيهِ. ٣. وبما عُرِفَ عنه من كثرة تلاوته لكتاب الله ﷿، وطول تهجده بالليل، وهذا مما اشتهر به ﵁. وهؤلاء الثلاثة: -أبو بكرٍ وعمرُ وعثمانُ- هم الخلفاءُ الرَّاشدون على التوالي. وبيعةُ عثمانَ ﵁ تمت بعد مشاورات؛ لأنَّ عمرَ ﵁ جعلَ الأمرَ في الستة الذين قال عنهم: إنَّ رسول الله ﷺ مات وهو عنهم راضٍ، وهم: عثمان، وعلي، وطلحة، والزبير، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد بن أبي وقاص ﵃، فبعد مداولات قام بها عبد الرحمن بن عوف

(١) أخرج القصةَ مطوَّلَةً الإمام أحمد في «المسند» (٤/ ٣٢٣ رقم ١٨٩٣٠) بإسنادٍ صحيحٍ.

1 / 107