195

Explanation of the Book of Tawhid by Ibn Khuzaymah - Muhammad Hassan Abdul Ghaffar

شرح كتاب التوحيد لابن خزيمة - محمد حسن عبد الغفار

Genres

معنى قوله تعالى: (على الأرائك ينظرون) الدليل الثالث أيضًا: قال الله تعالى عن المؤمنين واصفًا لهم نعيم الجنة: ﴿عَلَى الأَرَائِكِ يَنظُرُونَ * تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ * يُسْقَوْنَ مِنْ رَحِيقٍ مَخْتُومٍ * خِتَامُهُ مِسْكٌ﴾ [المطففين:٢٣ - ٢٦]، النظرة هذه تدل على العموم، فقد تكون إلى الحور العين، أو النظارة التي جاءت من شرب الخمر واللبن والعسل. والقاعدة: أن حذف المعمول يؤذن بالعموم، فالمعمول هو: المفعول به، والمفعول في قوله تعالى: ﴿عَلَى الأَرَائِكِ يَنظُرُونَ﴾ مبهم، فلا ندري هل ينظرون إلى الحور العين أم ينظرون إلى الجنات أم ينظرون إلى الأنهار التي فيها الخمر واللبن والعسل، والقاعدة عند العلماء: أن حذف المعمول يؤذن بالعموم، فالمفعول هنا: ينظرون إلى وجه الله الكريم وينظرون إلى الجنات، وينظرون إلى الحور العين، وينظرون إلى الفاكهة، وينظرون إلى الثمار، فقول الله تعالى: ﴿عَلَى الأَرَائِكِ يَنظُرُونَ﴾ عمم النظر، فيدخل من هذا العموم النظر إلى وجه الله الكريم ﷾.

23 / 6