42

Explanation of Sahih al-Bukhari by Al-Huwaini

شرح صحيح البخاري للحويني

Genres

النبي ﷺ يعطي كل ذي حق حقه في المعاملة رجل أعرابي جاف، جاء إلى النبي ﷺ وهو يخطب، الأعراب لبعدهم ولجفائهم لم يكن النبي ﷺ يؤاخذهم مثلما يؤاخذ أهل الحضر، ولذلك في حديث أنس أنه قال: (كنا نهينا أن نسأل النبي ﷺ، فكان يعجبنا أن يأتي الرجل العاقل من أهل البادية يسأله ونحن نسمع) . لماذا؟ لأن أهل البادية رفعت عنهم المؤاخذة في ذلك؛ لأنه رجل بعيد عن العلم، بينما الصحابة الذين تأدبوا في المدينة ما عذرهم؟ قيل لهم: (ذروني ما تركتكم) النبي ﵊ فعل فعلًا لم تجر عادة بمثله، لذلك افترق الصحابة إلى فريقين، لم يكن من عادته ﷺ أن يواجه الناس بشيء فيكرهونه، مثل سؤال الأعرابي، متى الساعة؟ لم يرد عليه وهو واقف، وهذه ليست من عادته ﵊، فقد كان إذا سأله إنسان أقبل عليه، فلما خالف عادته اختلف الصحابة، فقال بعضهم: لم يسمع؛ لأنه لو سمع لأقبل عليه كما تعودنا منه؛ لأنه لا يعرض عن أحد لاسيما إذا جاء سائلًا في دين الله ﷾، وقال آخرون: بل سمع، ولكن كره ما قال. فهذا يدلنا على أن عادة النبي ﵊ أنه لا يقابل أحدًا بما يكره.

3 / 14