358

Najāḥ al-Qārī sharḥ Ṣaḥīḥ al-Bukhārī – kitāb al-janāʾiz

نجاح القاري شرح صحيح البخاري - كتاب الجنائز

Editor

شاكر محمد محمود الزيباري (باحث عراقي)

Genres

ورجال هذا الإسناد ما بين بصري وكوفي، وقد أخرج متنه المؤلف في (الحج) أيضًا، وكذا مسلم، وأبو داود، والنسائي فيه أيضًا (^١).
[٥٢ ب/س]
(قَالَ بَيْنَمَا) بالميم أصله: بَيْنَ؛ فَزِيدَتْ فيه الألفُ والميمُ، وهو من الظروف الزمانية، يُضافُ إلى جملة من فعلٍ وفاعلٍ أو مبتدأ وخبرٍ، ويحتاج إلى جوابٍ يتمُّ به المعنى، وجوابه هنا قوله الآتي: "إذ وقع. . . إلخ"، (رَجُلٌ) قال الحافظ العسقلاني: /لم أَقِفْ على تسميتِه (^٢)، وهو مبتدأ خبره قوله: (وَاقِفٌ بِعَرَفَةَ)، للحج عند الصخرات -موقف رسول الله ﷺ حكاه ابن حزم (^٣)، وليس المراد خصوص الوقوف المقابل للقعود؛ لأنّه كان راكبًا على ناقته؛ ففيه إطلاق لفظ الواقف على الراكب، (إِذْ وَقَعَ عَنْ رَاحِلَتِهِ) أي: ناقته التي صَلُحَتْ للرَّحْلِ، (فَوَقَصَتْهُ - أَوْ قَالَ فَأَوْقَصَتْهُ -) شكٌّ مِنْ الراوي، والأولُ من الوقصِ: وهو كسر العنق، وهو المعروفُ عند أهلِ اللُّغةِ (^٤)، والثاني من الإيقاصِ: وهو شاذٌّ، وفي فصيحِ ثَعْلَب: وَقَصَ الرجلُ، إذا سَقَطَ عن دابَّتِهِ؛ فانْدَقَّتْ عنقُهُ، فهو موقوصٌ (^٥)، وعن الكسائي: وَقَصَتْ عنقُهُ وقصًا، ولا يُقالُ: وَقَصَتْ العنقُ نفسَها (^٦)، والضمير المرفوع في (وَقَصَتْهُ) للراحلة، والمنصوب للرجل، وقال الخطابي: معناه: أنها صَرَعَتْهُ؛ فكسرتْ عنقَهُ (^٧)، (قَالَ) وفي رواية: فقال (النَّبِيُّ ﷺ: "اغْسِلُوهُ بِمَاءٍ وَسِدْرٍ، وَكَفِّنُوهُ فِي ثَوْبَيْنِ).

(^١) صحيح البخاري، كتاب الجنائز، باب: الكفن في ثوبين (٢/ ٧٥)، (١٢٦٥)، وكتاب الحج، باب: ما ينهى من الطيب للمحرم والمحرمة (٣/ ١٥)، (١٨٣٩). *صحيح مسلم، كتاب الحج، باب: ما يفعل بالمحرم إذا مات «٢/ ٨٦٥)، (١٢٠٦) *سنن أبي داود، كتاب الجنائز، باب: المحرم يموت كيف يصنع به؟ (٣/ ٢١٩)، (٣٢٣٨). *وسنن النسائي، كتاب الجنائز، كيف يكفن المحرم إذا مات؟ (٤/ ٣٩)، (١٩٠٤).
(^٢) فتح الباري (٣/ ١٣٦).
(^٣) حجة الوداع، أبو محمد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم الأندلسي القرطبي الظاهري، المحقق: أبو صهيب الكرمي، بيت الأفكار الدولية للنشر والتوزيع - الرياض، الطبعة: الأولى، ١٩٩٨ (١/ ١٧٥).
(^٤) تهذيب اللغة، (بَاب الْقَاف وَالصَّاد) (٩/ ١٧٤).
(^٥) الفصيح، أحمد بن يحيى بن زيد بن سيار الشيباني بالولاء، أبو العباس، المعروف بثعلب، تحقيق ودراسة: دكتور عاطف مدكور، دار المعارف (٢٧٠).
(^٦) الصحاح، تاج اللغة وصحاح العربية (٣/ ١٠٦١).
(^٧) أعلام الحديث في شرح صحيح البخاري (١/ ٣٢٢).

1 / 354