311

Najāḥ al-Qārī sharḥ Ṣaḥīḥ al-Bukhārī – kitāb al-janāʾiz

نجاح القاري شرح صحيح البخاري - كتاب الجنائز

Editor

شاكر محمد محمود الزيباري (باحث عراقي)

Genres

فالجواب: أنَّه اعتمد على المعهود من الاغتسال عن الجنابة، ويمكن أنْ يقال: إنَّه اعتمد على ما ورد في بعض طرق حديث الباب حديث أم عطية: "أبدَانَ بميامنها ومواضع الوضوء منها" (^١)، وكأنه أراد أن الوضوء لم يرد الأمر به مجردًا، وإنما ورد البداءة بأعضاء الوضوء؛ كما يشرع في غسل الجنابة، أو أراد أنَّ الاقتصار على الوضوء لا يجزئ الورود الأمر بالغسل (^٢).
[٤٨ ب/س]
وقال الزين ابن المنير بعد ما ذكر الوجه الأول: أو أراد وضوء الغاسل أي: لا يلزمه وضوء، ولهذا /ساق أثر ابن عمر ﵂ وتعقبه الحافظ العسقلاني: بأنَّ في عود الضمير إلى الغاسل، ولم يتقدم له ذكر بعد، إلا أن يُقال تقدير الترجمة: باب غسل الحي الميت؛ لأنَّ الميت لا يتولى ذلك بنفسه؛ فيعود الضمير إلى المحذوف (^٣)، وهذا كما قال العيني: تعسف، وإن كان له وجه على رجوع الضمير إلى أقرب الشيئين إليه أولى (^٤).
(وَحَنَّطَ) بالحاء المهملة، وتشديد النون، أي: طيب بالحنوط، واستعمله، وهو كل شيء خلط (^٥) للميت خاصة، كذا قاله الكرماني (^٦)، وتبعه الحافظ العسقلاني (^٧)، وفي الصحاح: الحنوط ذريرة، وهو طيب للميت (^٨)، وقال العيني: الحنوط عطر مركب من أنواع الطيب يجعل على رأس الميت ولحيته ولبقية جسده -إن تيسر- (^٩)، وفي المحيط لا بأس بسائر الطيب في الحنوط غير الزعفران والورس في حق الرجال، ولا بأس بهما في حق النساء (^١٠)؛ فيدخل فيه المسك، وأجازه أكثر

(^١) صحيح البخاري، كتاب الوضوء، باب التيمن في الوضوء والغسل (١/ ٤٥) (١٦٧).
(^٢) عمدة القاري (٨/ ٣٦).
(^٣) فتح الباري (٣/ ١٢٦).
(^٤) عمدة القاري (٨/ ٣٦).
(^٥) سقط (من الطيب) الكواكب الدراري (٧/ ٦١).
(^٦) الكواكب الدراري (٧/ ٦١).
(^٧) فتح الباري (٣/ ١٢٦).
(^٨) الصحاح مادة حنط (٣/ ١١٢٠).
(^٩) عمدة القاري (٨/ ٣٦).
(^١٠) المحيط البرهاني (٢/ ١٧٣).

1 / 307