215

Explanation of Sahih al-Bukhari - Book of Funerals

نجاح القاري شرح صحيح البخاري - كتاب الجنائز

Investigator

شاكر محمد محمود الزيباري (باحث عراقي)

Genres

(فَقَالَ) له أبو بكر ﵁ (اجْلِسْ، فَأَبَى) أن يجلس لما حصل له من الدهشة والحزن، (فَقَالَ: اجْلِسْ، فَأَبَى، فَتَشَهَّدَ أَبُو بَكْرٍ ﵁؛ فَمَالَ إِلَيْهِ النَّاسُ، وَتَرَكُوا عُمَرَ) وفي رواية للمؤلف: "أن عمر ﵁ قام يقول، والله ما مات رسول الله ﷺ؛ فجاءَهُ أبو بكر ﵁؛ فكشف عن وجه رسول الله ﷺ، فقبله، فقال: بأبي وأمي طبت حيًّا وميتًا، والذي نفسي بيده لا يذيقنك الله الموتتين أبدًا، ثم خرج، فقال: أيها الحالف على رِسلك_ بكسر الراء، أي: على مهلك؛ فلما تكلم أبو بكر ﵁ جلس عمر ﵁، فحمد اللهَ أبو بكر، وأثنى عليه" (^١) الحديث.
(فَقَالَ) أبو بكر ﵁ (أَمَّا بَعْدُ، فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ يَعْبُدُ مُحَمَّدًا ﷺ؛ فَإِنَّ مُحَمَّدًا ﷺ قَدْ مَاتَ، وَمَنْ كَانَ يَعْبُدُ اللَّهَ؛ فَإِنَّ اللَّهَ حَيٌّ لَا يَمُوتُ، قال الله ﷿ (^٢): ﴿وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ﴾) [آل عمران: ١٤٤]، فسيخلو كما خلوا، وكما أن أتباعهم بقوا متمسكين بدينهم بعد خلوهم، فعليكم أن تتمسكوا بدينه بعد خلوه؛ لأن الغرض من بعثة الرسول تبليغ الرسالة وإلزام الحجة؛ لا وجوده بين أظهر قومه.
[٨٨ أ/س]
وسقط في رواية قوله: ﴿قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ﴾ (^٣) إلَى ﴿الشَّاكِرِينَ﴾ [آل عمران: ١٤٤] يعني تلا قوله -تعالى-: ﴿أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ﴾ [آل عمران: ١٤٤]، الفاء متعلقة للجملة الشرطية بالجملة قبلها، وهي قوله تعالى: ﴿قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ﴾ على معنى التسبيب، والهمزة لإنكار أن يجعلوا خلو الرسل قبله/ سببا لانقلابهم على أعقابهم بعد هلاكه بموت أو قتل، مع علمهم أن خلو الرسل قبله وبقاء دينهم متمسكًا به يجب أن يجعل سببًا

(^١) صحيح البخاري: كتاب أصحاب النَّبي ﷺ، باب قول النَّبي ﷺ: «لو كنت متخذا خليلا» (٥/ ٦)، (٣٦٦٧).
(^٢) قال الله تعالى في البخاري.
(^٣) إرشاد الساري (٢/ ٣٧٦).

1 / 211