143

Tadhkirat al-muʾtasi sharḥ ʿaqīdat al-ḥāfiẓ ʿAbd al-Ghanī al-Maqdisī

تذكرة المؤتسي شرح عقيدة الحافظ عبد الغني المقدسي

Publisher

غراس للنشر والتوزيع

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٢٤هـ/٢٠٠٣م

Genres

[صفة المحبة]
ثم شرع المصنف في ذكر أمثلة من صفات الله ﵎، منها ما دلَّ عليه الكتاب العزيز، ومنها ما دلت عليه السنة الصحيحة بنقل العدل عن العدل.
فقال: " مثل المحبة " وهذه من صفات الله ﷿ العظيمة الثابتة له في كتابه وسنة رسوله ﷺ، فإنَّ الله ﷿ يُحب عباده المؤمنين، ويُحب المتقين، ويُحب المتطهرين، ويُحب التوابين، ويُحب الأنبياء، ويحُب الصالحين، ويُحب الصلاح ويُحب أهله، ويُحب الخير ويُحب أهله.
وأهل السنة يثبتون هذه الصفة لله على الوجه اللائق بجلاله، ويثبتون آثارها ولوازمها. فمن لوازم محبة الله ﷿ لعبده: أن يثيبه، وأن يوفقه ويسدده ويعينه، وأن ينعم عليه.
بينما أهل البدع يعطلون الصفة ويكتفون بإثبات لازمها فيجعلونه معناها. فيقولون: محبة الله لعبده أي إنعامه عليه. فيجعلون الإنعام هو المحبة، هذا شأن من كان منهم لا يثبت الإرادة. أما من يثبت الإرادة فيجعل المحبة إرادة الإنعام.
ومثل هذا يقولونه في الرضا والرحمة ونحوها من الصفات.
وهذا باطل؛ لأنَّ فيه تعطيلًا لصفة الرب التي أثبتها لنفسه في كتابه، وأثبتها له رسوله الكريم ﷺ في سنته.
والله ﷿ يُحِبُّ ويُحَبُّ، كما قال سبحانه في القرآن: ﴿يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ﴾ ١ أي: يحب عباده المؤمنين، وعباده المؤمنون يحبونه.
وإذا آمن العبد بمحبة الله للمؤمنين، فينبغي عليه أن يسعى في نيلها، وأن

١ الآية ٥٤ من سورة المائدة.

1 / 149