عليه بكلمات في كتابه، منها هذه الكلمة ١ التي تبين أساس الخلل الذي وقعوا فيه؛ فقد أتى على الشيء الذي يتشبثون به لتعطيل الصفات فنبه عليه، ورد على المعطلة الذين يوهمون الناس أنهم منزهة لله ﵎، فكشف حقيقة أمرهم، وجلَّى واقع حالهم.
قال الحافظ ابن رجب:"أما قوله: " ولا أنزهه تنزيهًا ينفي حقيقة النزول " فإن صح هذا عنه ٢ فهو حق، وهو كقول القائل: لا أنزهه تنزيهًا ينفي حقيقة وجوده، أو حقيقة كلامه، أو حقيقة علمه، أو سمعه، أو بصره، ونحو ذلك"٣.
لما قرر المصنف ﵀ هذه الخلاصة بدأ يورد الأدلة الدالة على نزول الرب ﵎ فقال:
" فروى أبو هريرة ﵁ أنَّ رسول الله ﷺ قال:"ينزل ربنا ﷿ كلَّ ليلة إلى سماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر، يقول: من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له، حتى يطلع الفجر"وفي لفظ:"ينزل الله ﷿""
عندما تتأمل هذا الحديث تجد أنَّ النبي ﷺ أسند فيه النزول إلى الرب، فقال: " ينزل ربنا "، وفي بعض ألفاظ الحديث كما نبه المصنف " ينزل الله ﷿ "، والحديث كما تقدم حديث متواتر، ومعنى هذا أنَّ عددًا كبيرًا من الصحابة سمعوه من النبي ﷺ، وكلُّ واحد منهم سمعه من النبي ﷺ بهذا
١ انظر ذيل طبقات الحنابلة " ٤/٢٢ "
٢ وهو صحيح عنه كما في كتابه الذي بين أيدينا.
٣ ذيل طبقات الحنابلة " ٤/٢٣ "