161

Sharḥ al-ʿAqīda al-Wāsiṭiyya min kalām Shaykh al-Islām Ibn Taymiyya

شرح العقيدة الواسطية من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية

Publisher

دار ابن الجوزي،الدمام

Edition

الأولى

Publication Year

١٤٢١هـ

Publisher Location

المملكة العربية السعودية

Genres

والمراد بقول القلب: "تصديق القلب، وإقراره، ومعرفته"١،
وأما عمله "فهو الانقياد"٢، ويدخل في هذا "أعمال القلوب التي أوجبها الله، ورسوله، وجعلها من الإيمان"٣، "مثل: حب الله، ورسوله، وخشية الله، وحب ما يحبه الله، ورسوله، وبغض ما يبغضه الله ورسوله، وإخلاص العمل لله وحده، وتوكل القلب على الله وحده"٤، ولا يكون القلب موصوفًا بالإيمان إلا "بانقياد القلب مع معرفته"٥، وهذا أمر "ظاهر ثابت بدلائل الكتاب، والسنة، وإجماع الأمة، بل ذلك معلوم بالاضطرار من دين الإسلام"٦.
أما قول اللسان "فهو الإقرار"٧ بالشهادتين، "والتصديق باللسان"٨ وذلك بالنطق بهما، فإنه "إذا لم يتكلم بهما مع القدرة فهو كافر باتفاق المسلمين، وهو كافر باطنًا، وظاهرًا عند سلف الأمة، وأئمتها، وجماهير علمائها"٩. فإن "من لم يصدق بلسانه مع القدرة لا يسمى في لغة القوم مؤمنًا كما اتفق على ذلك سلف الأمة من الصحابة، والتابعين لهم بإحسان"١٠.
وأما عمل الجوارح فهو ثمرة ما في القلب من قول، وعمل "والظاهر تابع للباطن لازم له: متى صلح الباطن صلح الظاهر، وإذا فسد فسد"١١. "فالقلب هو الأصل، فإذا كان فيه معرفة، وإرادة سرى ذلك

١ مجموع الفتاوى (٧/١٨٦) .
٢ المصدر السابق (٧/٦٣٨) .
٣ المصدر السابق (٧/١٨٦) .
٤ المصدر السابق، انظر: (١٠/٢٧٣) .
٥ المصدر السابق (٧/٣٩٨) .
٦ المصدر السابق.
٧ المصدر السابق (٧/ ٣٣٠،٣٩٥) .
٨ المصدر السابق (٧/٣٩٦) .
٩ المصدر السابق (٧/٦٠٩) .
١٠ المصدر السابق (٧/١٣٧) .
١١ المصدر السابق (٧/١٨٧) .

1 / 166