Explanation of Al-‘Aqidah Al-Tahawiyyah - Khalid Al-Muslih
شرح العقيدة الطحاوية - خالد المصلح
Genres
اعتقاد أن الله لا مثيل له من مخلوقاته
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على نبينا محمد المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وأصحابه أجمعين.
أما بعد: قال رحمه الله تعالى: [نقول في توحيد الله معتقدين بتوفيق الله: إن الله واحد لا شريك له، ولا شيء مثله، ولا شيء يعجزه، ولا إله غيره، قديم بلا ابتداء، دائم بلا انتهاء، لا يفنى ولا يبيد، ولا يكون إلا ما يريد، لا تبلغه الأوهام، ولا تدركه الأفهام، ولا يشبه الأنام، حي لا يموت، قيوم لا ينام، خالق بلا حاجة، رازق بلا مؤنة، مميت بلا مخافة، باعث بلا مشقة] .
فتقدم معنا في أول هذه العقيدة ما ذكره المؤلف ﵀ في افتتاحها من ذكر توحيد الله جل وعلا في قوله: (إن الله واحد لا شريك له) وقلنا: إن هذا فيه إثبات جميع أنواع التوحيد لله رب العالمين: توحيد الربوبية، وتوحيد الإلهية، وتوحيد الأسماء والصفات، وبينا كل نوع من هذه الأنواع.
ثم قال المؤلف ﵀: (ولا شيء مثله) ولا ريب أن الله جل وعلا ليس كمثله شيء، فإن الله جل وعلا الكامل في صفاته الذي دلت العقول والنصوص على أنه لا نظير له ﷾، لا مثيل له في ربوبيته لا مثيل له في إلهيته لا مثيل له في أسمائه وصفاته، ولذلك نفى الله جل وعلا عن نفسه النظير والمثيل في كتابه بألفاظ متنوعة، فقال ﷾: ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ﴾ [الشورى:١١] وهذا نفي واضح للمثيل.
ومنه قوله تعالى: ﴿هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا﴾ [مريم:٦٥] فنفى عن نفسه السمي وهو النظير والمثيل.
ونفى أيضًا الند فقال: ﴿فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَندَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ [البقرة:٢٢] .
ونفى أن يدرك بالأمثال فقال ﷾: ﴿فَلا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الأَمْثَالَ﴾ [النحل:٧٤] .
ونفى العديل والكفء فقال ﷾: ﴿وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ﴾ [الإخلاص:٤] .
وكل هذا لتقرير هذا الأمر الذي أجمع عليه أهل السنة والجماعة، ودل عليه الكتاب والسنة والعقل، وهو أن الله جل وعلا لا مثيل له، ومهما طلب العقل مثيلًا للرب فإنه ينحصر ويقف دون إدراك ذلك، بل هو ﷾ الذي لا نظير له ولا كفء، ولا سمي ولا ند له جل وعلا، وهذا ليس خاصًا في أسمائه وصفاته فقط، بل وفي ربوبيته وإلهيته ﷾، فلا مثيل له فيما يتعلق بالربوبية، ولا مثيل له فيما يتعلق بالأسماء والصفات، ولا مثيل له فيما يجب له من الحقوق، وهو ما يعرف بتوحيد الإلهية، فلا مثيل له في إلهيته ﷾.
2 / 2