Sharḥ al-ʿAqīda al-Ṭaḥāwiyya - Safar al-Ḥawālī
شرح العقيدة الطحاوية - سفر الحوالي
Genres
وأما قوله: إذا لم يضمر يكون نفيًا للماهية، فليس بشيء، لأن نفي الماهية هو نفي الوجود، لا تتصور الماهية إلا مع الوجود، فلا فرق بين "لا ماهية" و"لا وجود". وهذا مذهب أهل السنة، خلافًا للمعتزلة، فإنهم يثبتون ماهيةً عاريةً من الوجود. و"إلا الله" مرفوع، بدلًا من "لا إله" لا يكون خبرًا لـ"لا" ولا للمبتدأ، وذكر الدليل على ذلك، وليس المراد هنا ذكر الإعراب، بل المراد دفع الإشكال الوارد على النحاة في ذلك، وبيان أنه من جهة المعتزلة، وهو فاسد؛ فإن قولهم: " في الوجود " ليس تقييدًا، لأن العدم ليس بشيء، قال تعالى: وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئًا [مريم:٩] . ولا يقال: ليس قوله: "غيره" كقوله: "إلا الله" لأن "غيرًا" تعرب بإعراب الاسم الواقع بعد "إلا" فيكون التقدير للخبر فيهما واحدًا، فلهذا ذكرت هذا الإشكال وجوابه هنا] اهـ.
الشرح:
هنا المبحث ذو شقين، الشق الأول يتعلق بمعنى لا إله إلا الله وبأهميتها، والشق الآخر يتعلق بإعرابها وما أثاره بعضهم حول إعراب "لا إله إلا الله"، ونحن كما ذكر المصنف ﵀ لا يهمنا الإعراب والخلاف فيه، أو الخلاف في التقدير، وإنما الذي يهمنا هو معرفة حقيقة لا إله إلا الله، لكن مع ذلك لا بد أن نشرح هذا الكلام بقدر ما نستطيع من التبسيط والتقريب إن شاء الله.
أهمية معنى (لا إله إلا الله) .
يقول المصنف ﵀: [هذه كلمة التوحيد التي دعت إليها الرسل]، أي: كلمة الشهادة، فكلمة لا إله إلا الله هي الشهادة لله ﷾ بالوحدانية أي أن يكون الله تعالى هو وحده المعبود دون ما سواه من المعبودات والآلهة، هذا هو ما جاءت به جميع الرسل ودعت إليه أقوامهم.
1 / 158