Explaining the Tahawiyyah Creed - Safar al-Hawali

Safar al-Hawali d. Unknown
118

Explaining the Tahawiyyah Creed - Safar al-Hawali

شرح العقيدة الطحاوية - سفر الحوالي

Genres

فأول أمةٍ وقع فيها الشرك هم قوم نوح ﵇ حيث شبهوا المخلوقات بالخالق ﷾ ود، وسواع، ويغوث، ويعوق، ونسرًا، وهم أُناسٌ صالحون عبادٌ لله ﷾، فصوروهم ليتذكروا بهم عبادة الله، ثُمَّ غلوا في التعظيم حتى عبدوهم، ثُمَّ جعلوهم آلهة، وجعلوا لهم مما لله ﷾ من الخصائص: وَقَالُوا لا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلا سُوَاعًا وَلا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرا [نوح:٢٣] فهم شبهوا هذه المخلوقات بالله ﷾ لما رفعوها إِلَى منزلة الله ﵎. وكذلك عُبّاد الأصنام من سائر الأقوام إلى بعثة النبي ﷺ، حيث كان العرب يفعلون ذلك، ومن أعظم الطواغيت الذي ذكرهم الله تعالى في القرآن فرعون، وقد قَالَ: أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى [النازعات:٢٤] فشبّه نفسه بالخالق ﷾ ولم يُشبه الله بنفسه. وهكذا كَانَ أكثر الأمم، إما أن يجعلوا الحجارة كالله ﷾، أو يجعلوا الملوك والأباطرة كالله ﷾، أو يجعلوا الأحبار والرهبان كالله ﷾ اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ [التوبة:٣١] . وهذا ما وقعت فيه طائفة الصوفية من هذه الأمة وما شابهها من الطوائف، ولا سيما الرافضة.

1 / 118