Mawsūʿat maḥāsin al-Islām wa-radd shubahāt al-liʾām
موسوعة محاسن الإسلام ورد شبهات اللئام
Publisher
دار إيلاف الدولية للنشر والتوزيع (دار وقفية دعوية)
Edition
الأولى
Publication Year
١٤٣٦ هـ - ٢٠١٥ م
Genres
٩ - شبهة: اختلاف المسلمين في أسباب النزول
قالوا: بأن الآية الواحدة قد يرد عليها أكثر من سبب نزول، وادَّعَوا أن هذا من التناقض.
والرد من وجوه:
الوجه الأول: لا نحتج إلا بالحديث الصحيح في أسباب النزول وغيرها.
الوجه الثاني: لا إشكال في تعدد أحاديث أسباب النزول وذلك من وجوه:
الوجه الثالث: فوائد معرفة أسباب النزول.
وإليك التفصيل
الوجه الأول: لا يُحتج إلا بالحديث الصحيح
نحن لا نأخذ بكل حديث يُروى لنا في كتب التفسير لا في أسباب النزول ولا في غيرها.
قال الواحدي: لا يحل القول في أسباب نزول الكتاب إلا بالرواية والسماع ممن شاهدوا التنزيل، ووقفوا علي الأسباب، وبحثوا عن علمها، وقد قال محمد بن سيرين: سألت عبيدة عن آية من القرآن فقال: اتق الله وقل سدادًا، ذهب الذين يعلمون فيم أنزل الله القرآن. وقال غيره: معرفة سبب النزول أمر يحصل للصحابة بقرائن تحتف بالقضايا وربما لم يجزم بعضهم فقال: أحسب هذه الآية نزلت في كذا، كما أخرج الأئمة الستة عن عبد الله بن الزبير ﵁ قال: خاصم الزبير رجلًا من الأنصار في شراج الحرة فقال النبي ﷺ: اسْقِ يَا زُبَيْرُ ثُمَّ أَرْسِلْ الْمَاءَ إِلَى جَارِكَ فَغَضِبَ الْأَنْصَارِيُّ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله أَنْ كَانَ ابْنَ عَمَّتِكَ! فَتَلَوَّنَ وَجْهُ نَبِيِّ الله ﷺ ثُمَّ قَالَ: يَا زُبَيْرُ اسْقِ ثُمَّ احْبِسْ الْمَاءَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَى الْجَدْر.
فَقَالَ الزُّبَيْرُ: وَالله إِنِّي لَأَحْسِبُ هَذ الْآيَةَ نَزَلَتْ فِي ذَلِكَ: ﴿فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ﴾ [النساء: ٦٥]. (١)
وإذا أخبر الصحابي الذي شهد الوحي والتنزيل عن آية من القرآن أنما نزلت في كذا، فإنه حديث مسند، مثال: عن جابر ﵁ قال: كانت اليهود تقول: من أتى امرأته من دبرها في قبلها جاء الولد أحول، فأنزل الله: ﴿نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ﴾. (٢)
(١) البخاري (٢٣٥٩)، ومسلم (٢٣٥٧).
(٢) الإتقان في علوم القرآن ١/ ٨٩، والحديث رواه مسلم (١٤٣٥).
4 / 149