Encyclopedia of the Quran
الموسوعة القرآنية
Publisher
مؤسسة سجل العرب
Edition Number
١٤٠٥ هـ
Genres
إلى سيدكم- فأما المهاجرون من قريش فيقولون: إنما أراد رسول الله ﷺ الأنصار، وأما الأنصار، فيقولون: قد عم بها رسول الله ﷺ فقاموا إليه فقالوا: يا أبا عمر، إن رسول الله ﷺ قد ولاك أمر مواليك لتحكم فيهم، فقال سعد بن معاذ: عليكم بذلك عهد الله وميثاقه، أن الحكم فيهم لما حكمت؟ قالوا: نعم، وعلى من هاهنا، فى الناحية التى فيها رسول الله ﷺ، وهو معرض عن رسول الله صلى الله عليه إجلالا له. فقال رسول الله ﷺ: نعم، قال سعد: فإنى أحكم فيهم أن تقتل الرجال، وتقسم الأموال، وتسبى الذرارى والنساء.
فقال رسول الله ﷺ لسعد: «لقد حكمت فيهم بحكم الله من فوق سبعة أرقعة»، ثم استنزلوا، فحبسهم رسول الله ﷺ بالمدينة فى دار بنت الحارث، امرأة من بنى النجار، ثم خرج رسول الله ﷺ إلى سوق المدينة، التى هى سوقها اليوم، فخندق بها خنادق، ثم بعث إليهم، فضرب أعناقهم فى تلك الخنادق، يخرج بهم إليه أرسالا، وفيهم عدو الله حيى بن أخطب، وكعب بن أسد، رأس القوم، وهم ستمائة أو سبعمائة، والمكثر لهم يقول: كانوا بين الثمانمائة والتسعمائة. ولقد قالوا لكعب بن أسد، وهم يذهب بهم إلى رسول الله ﷺ أرسالا: يا كعب، ما تراه يصنع بنا؟ قال: فى كل موطن لا تعقلون؟ ألا ترون الداعى لا ينزع، وأنه من ذهب به منكم لا يرجع؟ هو والله القتل. فلم يزل ذلك الدأب حتى فرغ منهم رسول الله ﷺ.
وأتى بحيى بن أخطب عدو الله، وعليه حلة له من الوشى قد شقها عليه
1 / 204