219

Mawsūʿat al-tafsīr qabl ʿahd al-tadwīn

موسوعة التفسير قبل عهد التدوين

Publisher

دار المكتبى

Edition

الأولى

Publication Year

١٤٢٧ هـ - ٢٠٠٧ م

Publisher Location

دمشق

Genres

خشوع، مثال ذلك ما حدث مع الوليد بن المغيرة:
فعن ابن عباس ﵄، أن الوليد بن المغيرة جاء إلى النبي ﷺ، فقرأ عليه القرآن، فكأنه رقّ له.
فبلغ ذلك أبا جهل، فأتاه فقال: يا عم! إن قومك يرون أن يجمعوا لك مالا.
قال: لم؟
قال: ليعطوكه، فإنك أتيت محمدا لتعرض لما قبله.
قال: قد علمت قريش أني من أكثرها مالا.
قال: فقل فيه قولا يبلغ قومك أنك منكر له، أو أنك كاره له.
قال: فماذا أقول؟ فو الله ما فيكم رجل أعلم بالأشعار منّي، ولا أعلم برجزه، ولا بقصيده منّي، ولا بأشعار الجنّ، والله ما يشبه الذي يقول شيئا من هذا، وو الله إن لقوله الذي يقول لحلاوة، وإن عليه لطلاوة (١)، وإنه لمثمر أعلاه مغدق (٢) أسفله، وإنه ليعلو وما يعلى عليه، وإنه ليحطم ما تحته.
قال: لا يرضى عنك قومك حتى تقول فيه.
قال: دعني حتى أفكّر، فلما فكّر قال: هذا سحر يؤثر يأثره (٣) عن غيره.
فأنزل الله تعالى: (ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا (١١) وَجَعَلْتُ لَهُ مالًا مَمْدُودًا (١٢) وَبَنِينَ شُهُودًا (١٣) وَمَهَّدْتُ لَهُ تَمْهِيدًا (١٤) ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ (١٥) كَلَّا إِنَّهُ كانَ لِآياتِنا عَنِيدًا (١٦) سَأُرْهِقُهُ صَعُودًا (١٧) إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ (١٨) فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (١٩) ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (٢٠) ثُمَّ نَظَرَ (٢١) ثُمَ

(١) أي: الحسن والرّونق.
(٢) أغدقت الأرض: أخصبت.
(٣) أثر الحديث: نقله ورواه عن غيره.

1 / 248