172

Encyclopedia of Tafsir Before the Age of Writing

موسوعة التفسير قبل عهد التدوين

Publisher

دار المكتبى

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٢٧ هـ - ٢٠٠٧ م

Publisher Location

دمشق

Genres

جاءت مجملة في سورة، وجاءت مبسوطة في سورة أخرى، وهكذا. ومن تفسير القرآن بالقرآن: أن يحمل المجمل على المبين ليفسّر به، مثال ذلك قوله تعالى: (وَإِنْ يَكُ صادِقًا يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ) (١) وتفسيرها في أواخر السورة، وذلك بأنه العذاب الأدنى المعجّل في الدنيا، قال تعالى: (فَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنا يُرْجَعُونَ) (٢). ومن تفسير القرآن بالقرآن: حمل المطلق على المقيّد، والعام على الخاص، مثالها: نفي الخلّة والشفاعة على جهة العموم، قال تعالى: (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْناكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا بَيْعٌ فِيهِ وَلا خُلَّةٌ وَلا شَفاعَةٌ وَالْكافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ) (٣). فقد استثنى الله المتقين من نفي الخلّة، وذلك في قوله تعالى: (الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ) (٤). واستثنى ما أذن فيه من الشفاعة، وذلك في قوله تعالى: (وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّماواتِ لا تُغْنِي شَفاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشاءُ وَيَرْضى) (٥). ومن تفسير القرآن بالقرآن: حمل بعض القراءات على غيرها، فبعض القراءات تختلف مع غيرها في اللفظ وتتفق في المعنى، فقراءة ابن مسعود ﵁: (أو يكون لك بيت من ذهب) تفسّر لفظ الزخرف في القراءة المشهورة: (أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ) (٦).

(١) غافر: ٢٨. (٢) غافر: ٧٧. (٣) البقرة: ٢٥٤. (٤) الزخرف: ٦٧. (٥) النجم: ٢٦. (٦) الإسراء: ٩٣.

1 / 190