Mawsūʿat al-iʿjāz al-ʿilmī fī al-Qurʾān wa-l-Sunna
موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة
Publisher
دار المكتبي-سورية-دمشق-الحلبوني
Edition Number
الثانية ١٤٢٦ هـ
Publication Year
٢٠٠٥ م.
Publisher Location
جادة ابن سينا.
Genres
وقد نَشَرَتْ منظمةُ الصحةِ العالميةِ تقريرًا مطوّلًا في عام (١٩٧٥)، تقول فيه: "إنّ عددَ الذينَ يَلْقُونَ حَتْفَهم، أو يعيشون حياةً تعيسةً مِن جرَّاءِ التدخينِ يفوقُ عددَ الذين يلاقون حَتْفَهم نتيجةَ الطاعونِ، والكوليرا، والجدرِي، والسلِّ، والجذامِ، والتيفوئيد، والتيفوس، مجتمعين، والوفيَاتُ الناجمةُ عن التدخينِ هي أكثرُ بكثيرٍ مِن جميعِ الوفياتِ للأمراضِ الوبائيةِ مجتمعةً"، هذه فقرةٌ من تقريرٍ نشرَتْهُ منظمةُ الصحةِ العالميةُ.
شيءٌ آخرُ، إنّ مجموعَ الدَّخْلِ الذي تحقِّقُه الدولُ الكُبرى مِن جرَّاءِ الضرائبِ الباهظةِ على إنتاجِ التدخينِ هو أقلُّ بكثيرٍ مِن الأموالِ التي تنفقُ لمعالجةِ الأمراضِ الناتجةِ عن التدخينِ، ومهما بَلَغَ حجمُ الضرائبِ التي تُجْبِيها الدولُ الكُبرى مِن المُدَخِّنين فإنها أقلُّ بكثيرٍ من التي تنفِقُها على الأمراضِ التي نَجَمَتْ عن التدخينِ.
كما نَشَرَتْ مجلةٌ طبيةٌ بريطانيةٌ في عام (١٩٧٨) الحقائقَ التاليةَ: "إنّ بين كلِّ ثلاثةِ مدخِّنين يلقَى أحدُهم حَتْفَه بسببِ التدخينِ".
وتواجِهُ الدولُ العظمى الأوبئةَ بقلقٍ شديدٍ، فلو انتشرتِ الكوليرا في بلدٍ لخفَّ المسؤولون عن الصحةِ لمواجهةِ هذا المرضِ واستنفروا، ولكن لماذا لا يواجهون أخطارَ التدخينِ بهذا القلقِ الشديدِ؟.
الجوابُ: إنّ الآثارَ المدمِّرةَ للتدخينِ لا تظهرُ بشكلٍ واضحٍ، إلا بعدَ ربعِ قرنٍ، وهنا الخطر، فإن الآثارَ المدمرةَ تظهرُ بعد خمسة وعشرين عامًا، يدخِّنُ الشابُّ، ولا يدري ماذا يفعلُ، لكنْ بعدَ مُضيِّ عشرين عامًا أو أكثرَ تبدأُ الآثارُ الضخمةُ للتدخينِ، إضافةً إلى أنّ الإنسانَ جُبِلَ على رؤيةِ الأخطارِ المباشرةِ، والاستهانةِ بالأخطارِ المستقبلةِ.
إنّ من بعضِ فقراتِ التقريرِ أن الدخينةَ الواحدةَ بحسب عمرِ الشرايينِ وتصلُّبِها تنقِصُ من عمرِ الإنسانِ بقدرِ الوقتِ الذي تستهلِكُه في تدخينِهِ، فلو دخَّنَ الإنسانُ في اليومِ عشرين دخينةٍ لقصُر عمُرُه - لا بحسبِ اعتقادِنا نحنُ المسلمينَ، بل بحسبِ مرونةِ الشرايينِ، وتصلُّبِها - لَنَقَصَ عمرُه خمسَ سنواتٍ.
1 / 234