والشيءُ الغريبُ أنَّ العلماءَ ركَّزوا على كلمةِ "الانحرافِ الأخلاقيِّ"، يعنونَ الشذوذَ الأخلاقيَّ بِكُلِّ أنواعِه، وإدمانَ المخدّراتِ، وشرْبَ الخمورِ، وقد ينتقلُ هذا المرضُ عن طريقِ شراءِ الدَّمِ، ونقلِه من بلدٍ إلى بلدٍ.
إنّ الإيدزَ هذا المرضَ الخطيرَ الذي أقلقَ العالَمَ، والذي جَعَلَ الرعبَ يملكُ القلوبَ صار الإنسانُ به يخشى كلَّ شيءٍ، خوفًا من هذا المرضِ، حينما تجاوزوا حدودَ اللهِ ﷿، ولم يعبؤوا بشرعِه، ولم يعبؤوا بنظافةِ العلاقةِ الاجتماعيةِ، عندئذٍ جاءَ هذا المرضُ ليقلقَهم، وليجعلَ حياتَهم جحيمًا، "يَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ خَمْسٌ إِذَا ابْتُلِيتُمْ بِهِنَّ وَأَعُوذُ بِاللهِ أَنْ تُدْرِكُوهُنَّ لَمْ تَظْهَرِ الْفَاحِشَةَ فِي قَوْمٍ قطُّ حَتَّى يُعْلِنُوا بِهَا إِلا فَشَا فِيهِمُ الطَّاعُونُ وَالأوْجَاعُ الَّتِي لَمْ تَكُنْ مَضَتْ فِي أَسْلاَفِهِمِ الَّذِينَ مَضَوْا ... ".
آكلة لحوم البشر
في شهرِ أيارٍ من عامِ ١٩٩٤ ظهرَ مرضٌ خطيرٌ في بريطانيا، هذا المرضُ تسبِّبُه جراثيمُ مجهريةٌ وحيدةُ الخليةِ، اسمُها آكلةُ لحومِ البشرِ، وهي لعنةُ اللهِ ﷿ على المنحرفين بعدَ مرضِ الإيدزِ، الذي تئِنُّ منه البشريةُ الآن، بسببِ انحرافِها، في هذا الشهرِ من هذا العامِ بالذاتِ توفِّيَ ستةُ أشخاصٍ في بريطانيا بهذا المرضِ، وبعد أيامٍ توفيَت امرأةٌ في السادسة والأربعين بهذا المرضِ.