المبحث الأول: من هي الفرقة الناجية؟
اختلف العلماء في المراد بها على أقوال، وهي إجمالًا:
١ - قيل: إنها السواد الأعظم من أهل الإسلام.٢ - وقيل: هم العلماء المجتهدون الذين قال فيهم رسول الله ﷺ: «إن أمتي لا تجتمع على ضلالة» (١)، أي لن يجتمع علماء أمتي على ضلالة، وخصهم شيخ الإسلام بعلماء الحديث والسنة.٣ - إنهم خصوص من أصحاب النبي ﷺ الذين قال فيهم الرسول ﷺ في رواية: «ما أنا عليه اليوم وأصحابي» (٢).
(١) رواه ابن ماجه (٣٩٥٠) بهذا اللفظ ورواه أبو داود والترمذي بألفاظ مقاربة، وصححه الألباني.
(٢) رواه الطبراني في «الأوسط» (٥/ ١٣٧) (٤٨٨٦) ورواه الترمذي (٢٦٤١) بلفظ: (ما أنا عليه وأصحابي). وقال: هذا حديث مفسّر غريب لا نعرفه مثل هذا إلا من هذا الوجه. وقال البغوي في «شرح السنة» (١/ ١٨٥): ثابت. وقال الحافظ العراقي في «المغني» (٣/ ٢٨٤): أخرجه الترمذي من حديث عبد الله بن عمرو وحسنه ... ولأبي داود من حديث معاوية وابن ماجه من حديث أنس وعوف بن مالك (وهي الجماعة) وأسانيدها جياد. وحسنه الألباني في «صحيح سنن الترمذي».