134

Mawsūʿat al-Akhlāq - al-Kharrāz

موسوعة الأخلاق - الخراز

Publisher

مكتبة أهل الأثر للنشر والتوزيع

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٣٠ هـ - ٢٠٠٩ م

Publisher Location

الكويت

Genres

من الأدب مع الله ﷿
فالأدب مع الله سبحانه يقتضي توحيده وتعظيمه سبحانه وإطاعة أوامره ونواهيه، والحياء منه، وهذا يشمل القلب واللسان والأركان.
وهذا باب واسع جدًا لا يمكن حصره، ولكن حسبنا من ذلك أمثلة مهمة:
١ - تلقي أخبار الله سبحانه بالتصديق:
بحيث لا يقع عند الإنسان شكٌّ أو تردد في تصديق خبر الله ﵎؛ لأن خبر الله تعالى صادرٌ عن علمٍ، وهو سبحانه أصدق القائلين؛ كما قال الله تعالى عن نفسه: ﴿وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا﴾ [النساء: ٨٧].
ويلزم مع التصديق بأخبار الله سبحانه أن يكون الإنسان واثقًا بها، مدافعًا عنها، مجاهدًا بها وفي سبيلها، بحيث لا يداخله شك أو شبهة في أخبار الله ﷿ وأخبار رسوله ﷺ.
وإذا تخلَّق العبد بهذا، أمكنه أن يدفع أي شُبهة يورِدُها المغْرِضُون على أخبار الله ورسوله ﷺ، سواء أكانوا من المسلمين الذين ابتدعوا في دين الله ما ليس منه، أم من غير المسلمين، الذين يُلقون الشُّبه في قلوب المسلمين بقصد فتنتهم وإِضلالهم.
ومن ذلك مثلًا ما ثبت في صحيح البخاري عن أبي هريرة ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: "إِذَا وَقَعَ الذُّبَابُ فِي شَرَابِ أَحَدِكُمْ، فَلْيَغمِسْهُ، ثُم لِيَنْزِعْهُ،

1 / 134