332

Jumḥarat khuṭab al-ʿArab fī ʿuṣūr al-ʿarabiyya al-zāhira

جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة

Publisher

المكتبة العلمية بيروت

Publisher Location

لبنان

Genres

وفد معاوية إلى علي
مدخل
...
وفد معاوية إلى علي:
وبعث معاوية إلى علي حبيب بن مسلمة الفهري، وشرحبيل بن السمط، ومعن بن يزيد بن الأخنس، فدخلوا عليه.
٢٢٥- خطبة حبيب بن مسلمة:
فحمد الله حبيب وأثنى عليه، ثم قال:
"أما بعد فإن عثمان بن عفان ﵁ كان خليفة مهديًّا، يعمل بكتاب الله ﷿، وينيب إلى أمر الله تعالى، فاستثقلتم حياته، واستبطأتم وفاته، فعدوتم عليه، فقتلتموه ﵁، فادفع إلينا قتلة عثمان –إن زعمت أنك لم تقتله- نقتلهم به، ثم اعتزل أمر الناس، فيكون أمرهم شورى بينهم، يولي الناس أمرهم من أجمع عليه رأيهم".
فقال له علي بن أبي طالب: "وما أنت لا أم لك والعزل، وهذا الأمر؟ اسكت؛ فإنك لست هناك، ولا بأهل له" فقام، وقال له: "والله لتريني بحيث تكره"، فقال علي: "وما أنت ولو أجلبت بخيلك ورجلك؟ لا أبقى الله عليك إن أبقيت علي، أحقرة١ وسوءًا، اذهب فصوِّب وصعِّد ما بدا لك. وقال شرحبيل بن السمط:

١ في كتب اللغة: حقره حقرًا بفتح الحاء وحُقرية بضمها وتشديد الياء ولم أجد كلمة "حقرة" وأرى أنها مثل هزأة وضحكة، يقال: رجل هزأة بضم الهاء وسكون الزاى أي يهزأ به وضحكة كذلك أي يضحك منه، فالمعنى أتكون حقرة أي حقيرًا وتسوءني سوءًا.

1 / 335