323

Jumḥarat khuṭab al-ʿArab fī ʿuṣūr al-ʿarabiyya al-zāhira

جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة

Publisher

المكتبة العلمية بيروت

Publisher Location

لبنان

Genres

فظيع، فمن أخذ لها أهبتها، واستعد لها عدتها، ولم يألم كلومها١ قبل حلولها، فذاك صاحبها، ومن عاجلها قبل أوان فرصتها، واستبصار سعيه فيها، فذاك قمن٢ أن لا ينفع قومه، وأن يهلك نفسه، نسأل الله بقوته أن يدعمكم بالفيئة٣" ثم نزل.
"شرح ابن أبي الحديد م ١: ص ٢٧٨".

١ كلوم: جمع كلم، وهو الجرح.
٢ جدير وحقيق.
٣ الفيئة: بفتح الفاء وكسرها، والفيء: الغنيمة، أي نسأل الله أن يقويكم بما تغنمون من عدوكم.
٢١٦- خطبة عبد الله بن عباس:
وكتب علي إلى ابن عباس بالبصرة:
"أما بعد فاشخص إلي بمن قبلك من المسلمين والمؤمنين، وذكرهم بلائي عندهم، وعفوي عنهم في الحرب، وأعلمهم الذي لهم في ذلك من الفضل والسلام".
فلما وصل كتابه إلى ابن عباس قام في الناس فقرأ عليهم الكتاب وحمد الله وأثنى عليه، وقال:
"أيها الناس: استعدوا للشخوص إلى إمامكم، وانفروا خفافًا وثقالًا، وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم، فإنكم تقاتلون المحلين القاسطين، الذين لا يقرءون القرآن ولا يعرفون حكم الكتاب، ولا يدينون دين الحق، مع أمير المؤمنين وابن عم رسول الله، الآمر بالمعروف، والناهي عن المنكر، والصادع بالحق، والقيم بالهدى، والحاكم بحكم الكتاب، الذي لا يرتشي في الحكم، ولا يداهن الفجار ولا تأخذه في الله لومة لائم".
"شرح ابن أبي الحديد ١: ٢٨٣".

1 / 326