118

Majallat al-Zuhūr al-Miṣriyya

مجلة «الزهور» المصرية

Publisher

دار صادر تصويرا عن

Genres

والسقام. وأي جمال يلوح لك في عينين حكمت عليهما فعالك بالبكاء؟ فخلهما واحترم مشهد تعاستنا بعد النعمة والهناء. وأنقذ غلامًا بات في أسرك ذليلًا، وكان من قبل جليلًا. ورده على والدة حزينة باكية، ولا تجعلها تفديه ببقية مهجة بالية. أنقده ولو أبت أمه إجابة طلبك، فهو جارك وجار الكريم لا يضام. فذلك عمل يليق بابن آخيل الهمام.
بيروس - أعيذك من البغض اللازم، والقصاص الدائم. فقد أسقمتني بالتجني والصد، وأتلفتني بعدوان ما له حد. فإن كنت قد أبكيتك دمعًا يوم كانت يدي ملطخة بدم أقوامك، فقد أبكيتني دمًا في غرامك. وإن كنت لقيت بسببي عذابًا فقد احتملت صنوف عذاب في الغرام عذاب فكفانا يا سيدتي معاقبة تقضي بإتلافنا وليكن أعداء ولدك أعدائي سببًا لائتلافنا. (ثم يجدد لها تأكيد حبه ويعرض عليها تلقاء يدها أن يحمي ابنها ويعيده إلى مجد أبيه).
أندروماك - سيدي إن جميع هذه الوعود لا تغني في حزني شيئًا. وكنت أعد بها ابني لو كان أبوه حيا. . . فيا أيها الأطلال البالية وأيا أيتها الأوطان الفقيدة الغالية. إن في قلبنا من الشوق إليك نارًا حامية. ومن لنا بأن نراك بعد موت المقاتلة والحامية. . . رحماك يا مولاي إن دمعي الهامع لا يسالك غير الرحيل فهو غاية رجاه. فاسمح لي أن أذهب بابني فأخفيه وأبكي أباه. وقد علمت أن ميلك إلينا يورثك بغض قومك والويل - فارغب في هرميون عني (هرميون خطيبته اليونانية).

1 / 119