المطلب الثاني: الذبح لغير الله
الذبح عبادة يتقرب بها إلى الله جل وعلا، ولا يجوز أن يتقرب بها لغيره؛ قال تعالى: ﴿فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ﴾ ١.
وقد بين الشيخ الأمين ﵀ أن من ذبح لغير الله كائنا من كان فإنه جعله معبودًا له من دون الله، فقال ﵀: " ... فمن صرف شيئًا من ذلك لغير الله فقد جعله شريكًا مع الله في هذه العبادة التي هي الذبح، سواء كان نبيًا أو ملكًا، أو بناء أو شجرًا أو حجرًا، أو غير ذلك، لافرق في ذلك بين صالح وطالح، كما نصّ عليه تعالى بقوله: ﴿وَلا يَأْمُرَكُمْ أَنْ تَتَّخِذُوا الْمَلائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَابًا﴾ ٢، ثم بين أن فاعل ذلك كافر، بقوله تعالى: ﴿أَيَأْمُرُكُمْ بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ ٣ ... "٤.
وكذا نرى الشيخ الأمين ﵀ لايرتضي قول من فرق بين ما ذبحه أهل الكتاب لصنم، وبين ما ذبحوه لعيسى، أو واحد من الملائكة؛ حيث جعلوا الأول محرمًا، والآخر مكروها، فيرد على هذا التفريق بأن الجميع مما ذبح لغير الله، فيقول ﵀: "إن هذا الفرق باطل بشهادة القرآن؛ لأن الذبح على وجه القربة عبادة بالإجماع، وقد قال تعالى: ﴿فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ﴾ ٥. وقال تعالى: ﴿قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ الآية٦ ... " ٧.
١ سورة الكوثر، الآية [٢] .
٢ سورة آل عمران، الآية [٨٠] .
٣ سورة آل عمران، الآية [٨٠] .
٤ دفع إيهام الاضطراب –الملحق بأضواء البيان ١٠/١٠٤.
٥ سورة الكوثر، الآية [٢] .
٦ سورة الأنعام، الآية [١٦٢] .
٧ دفع إيهام الاضطراب –الملحق بأضواء البيان ١٠/١٠٣.