180

Ijlāʾ al-ḥaqīqa fī sīrat ʿĀʾisha al-Ṣiddīqa

إجلاء الحقيقة في سيرة عائشة الصديقة

Publisher

مؤسسة الدرر السنية-المملكة العربية السعودية

Edition

الأولى

Publication Year

١٤٣٢هـ - ٢٠١١م

Publisher Location

الظهران

Genres

المبحث الثاني
حكم من سَبَّ أُمَّ المؤمنين عَائِشَة بغير ما برَّأَها الله منه
عَائِشَة ﵂ من أمهات المؤمنين ﵅، وهن داخلات في عموم الصحابة ﵃؛ لأنهن منهم، وكل ما جاء في تحريم سب الصحابة من آيات قرآنية وأحاديث نبوية فإن ذلك يشملهن.
والعلماء ﵏ لم يختلفوا في تحريم سبَّ الصحابة، ومجمعون على أن من فعل ذلك فقد ارتكب كبيرة من الكبائر، وجريمة من الجرائم، ولكن اختلفوا في إطلاق لفظ الكفر على من سبّهم، فبعض العلماء يرى التفصيل في ذلك؛ لأن السّب عندهم يكون على أحوال، فهناك من يسب الصحابة أو جمهورهم، سبًّا يقدح في دينهم وعدالتهم، ومنهم من يسبهم سبًّا لا يقدح في عدالتهم.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية ﵀: "وأما من سبهم سبًا لا يقدح في عدالتهم ولا في دينهم مثل وصف بعضهم بالبخل أو الجبن أو قلة العلم أو عدم الزهد ونحو ذلك، فهذا هو الذي يستحق التأديب والتعزير ولا نحكم بكفره بمجرد ذلك وعلى هذا يحمل كلام من لم يكفرهم من أهل العلم، وأما من لعن وقبح مطلقًا فهذا محل الخلاف فيهم لتردد الأمر بين لعن الغيظ ولعن الاعتقاد" (١).
وقد ذهب جمع من العلماء، إلى كفر من سبَّ الصحابة، وذلك لما يلي (٢):
أولًا: لأنَّ في سب الصحابة ﵃ تكذيبًا للقرآن الكريم، وإنكارًا لما تضمنته

(١) الصارم المسلول على ص (٥٨٦).
(٢) الشفا ٢/ ٣٠٩، والصارم المسلول ص (٥٦٦)، والصواعق المحرقة ١/ ١٤٤، وفتاوى السبكي ٢/ ٥٦٩ ...

1 / 207