156

Ijlāʾ al-ḥaqīqa fī sīrat ʿĀʾisha al-Ṣiddīqa

إجلاء الحقيقة في سيرة عائشة الصديقة

Publisher

مؤسسة الدرر السنية-المملكة العربية السعودية

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٣٢هـ - ٢٠١١م

Publisher Location

الظهران

Genres

المطلب السادس
قولهم: إنَّ عَائِشَة رضي الله عنهاانت تُزيِّن الجواري وتطوف بهنّ
يقول الرَّافِضَة: إِنَّ عَائِشَة ﵂ شوّفت (١) (أي زيّنت) جارية وطافت بها وقالت: لعلنا نصطاد بها شباب قريش، أرادوا بذلك معنى باطلًا يسيء إلى عرض النَّبِيّ ﷺ.
وشبهتهم في ذلك ما أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه: قال: حدثنا وكيع، عن العلاء بن عبد الكريم اليَامِيِّ، عن عمار بن عمران - رجل من زيد الله -، عن امرأة منهم، عن عَائِشَة: «أَنَّهَا شَوَّفَتْ جَارِيَةً وَطَافَتْ بِهَا، وَقَالَتْ: "لَعَلَّنَا نَتَصَيد بِهَا شَبَابَ قُرَيْشٍ"» (٢).
الرد على هذه الشُّبْهَة:
يرد على هذه الشُّبْهَة من وجهين:
الوجه الأول: أَنَّ الرواية قامت على مجهول، ألا وهو المرأة التي حدثت بهذه الحادثة، وهذا عند علماء الحديث من أضعف الأسانيد.
وأيضًا عمار بن عمران قال عنه الذهبي: "لا يصح حديثه، ذكره البخاري في

(١) شوفت جارية: أي زينتها، يقال شوف وشيف وتشوف: أي تزين. وتشوف للشيء أي طمح بصره إليه. ينظر: غريب الحديث للحربي ٢/ ٨١٧، والدلائل في غريب الحديث ٣/ ١١٢٩، والنهاية في غريب الحديث والأثر ٢/ ٥٠٩.
(٢) أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه ٤/ ٤٩، رقم (١٧٦٦٤)، ومن طريقه الحربي في غريب الحديث ٢/ ٨١٢، والحديث ضعيف؛ لأن في سنده، عمار بن عمران وهو ضعيف، وفيه أيضًا امرأة مجهولة العين والحال. ينظر: ميزان الاعتدال ٣/ ١٦٦.

1 / 179