142

Eclarification of the Truth in the Biography of Aisha al-Siddiqah

إجلاء الحقيقة في سيرة عائشة الصديقة

Publisher

مؤسسة الدرر السنية-المملكة العربية السعودية

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٣٢هـ - ٢٠١١م

Publisher Location

الظهران

Genres

البشري، فلا إزراء في ذلك عليها ولا على عليّ ﵄ ... " (١). فربّما وجدتْ عائشة ﵂ في نفسها شيئًا عن علي ﵁ في أمرٍ من الأمور، كطبيعة البَّشر، وتوافق مع ذلك الموقف، ولكن من المحال أن يكون حقدًا مستمرًا، وعداءً لا يزول، بل ذلك من أبعد الأشياء عن عائشة ﵂، فإنها لم تحمل على الذين خاضوا في الإفك، مع أن ذلك كان من أشدِّ المصائب عليها، فكان نصيب الخائضين من عَائِشَة ﵂ العفو والصفح، حتى إنّها كانت تُنافح عنهم إذا ذكرهم أحدٌ أمامها بسوء. فهذا حسّان بن ثابت ﵁ كان من الخائضين في الإفك، وكان ممّن أكثر في رمي عَائِشَة ﵂، ومع ذلك لم تحقد عليه الصدّيقة ﵂، بل كانت تنهى عن سبِّه أو الإساءة إليه، ففي الصحيحين أنّها قالت لعروة بن الزبير لمّا أخذ يسبهّ: «لاَ تَسُبَّهُ، فَإِنَّهُ كَانَ يُنَافِحُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ» (٢)، وقالت لمسروق نحوًا من هذا الكلام. أفُيعقل أن تُقّدر مواقف حسّان مع النَّبِيّ ﷺ، فتغُضي عن إساءته البالغة إليها، ولا تُقِّدر مواقف أمير المؤمنين علي ﵁ مع النَّبِيّ، وبلاءه الحسن معه، وجهاده في سبيل إعلاء كلمة الله ﷿؟!. إنّ من درس أخلاقها ﵂، واطّلع على مناقبها، يعلم مدى عفوها وصفحها عن كثير من الهنات التي صدرت عن أشخاص أبلوا مع رسول الله ﷺ

= مؤلفين ١٠/ ١٢٤. (١) شرح الزرقاني على المواهب اللدنية ١٢/ ٨٤. (٢) صحيح البخاري، كتاب المناقب، باب من أحب أن لا يسب نسبه ٤/ ١٨٥، رقم (٣٥٣١)، وصحيح مسلم، كتاب فضائل الصحابة ﵃، باب فضائل حسان بن ثابت ﵁ ٤/ ١٩٣٣، رقم (٢٤٨٧).

1 / 165