337

Dustūr al-ʿUlamāʾ aw Jāmiʿ al-ʿUlūm fī Iṣṭilāḥāt al-Funūn

دستور العلماء أو جامع العلوم في اصطلاحات الفنون

Publisher

دار الكتب العلمية - لبنان / بيروت

Edition Number

الأولى، 1421هـ - 2000م

فسر الصدق بمطابقة النسبة الإيقاعية أو الانتزاعية للواقع والكذب بعدم مطابقتها له فلا. وثانيا: بأن الخبر المأخوذ في تعريفي الصدق والكذب بمعنى الأخبار بدليل تعديته بكلمة عن فهو غير الخبر المعرف بالكلام المذكور فلا دور وأيضا أن الصدق والكذب كما يوصف بهما الكلام كذلك يوصف بهما المتكلم والمذكور في تعريف الخبر صفة الكلام بمعنى مطابقة نسبته للواقع وعدمها والخبر عن الشيء على ما هو به ولا على ما هو به صفة المتكلم فلا دور.

وقال السيد السند الشريف الشريف قدس سره وقد يتوهم أن ما هو صفة للتكلم راجع إلى صفة الكلام حقيقة بناء على أن قولنا متكلم صادق معناه صادق كلامه أو موقوف على ما هو صفة الكلام بناء على أن معناه كون المتكلم بحيث يكون كلامه صادقا فالدور لازم انتهى. أما على الأول فلأن تعريف صدق المتكلم مثلا بالخبر عن الشيء على ما هو به تعريف لصدق الكلام على ذلك التقدير فقد أخذ الخبر في تعريف الصدق المأخوذ في تعريف الخبر فتوقف الخبر على الخبر من حيث التعقل وهذا هو الدور. وأما على الثاني فلأنه لما توقف صدق المتكلم مثلا من حيث التعقل على صدق الكلام لأن معنى صدق المتكلم كونه بحيث يكون كلامه صادقا. وأنت تعلم أنه لا جهالة في كونه بحيث كذا إلا باعتبار الجهالة في ما يضاف إليه كلمة حيث وهو صدق الكلام فيكون التعريف المذكور أعني الخبر عن الشيء على ما هو به تعريفا لصدق الكلام وقد أخذ في هذا التعريف الخبر المأخوذ في تعريفه صدق الكلام فتوقف صدق الكلام على الخبر الموقوف على صدق الكلام فلزم الدور في تعريف صدق الكلام وقال السيد السند رحمه الله وجوابه. أما على الأول فهو أن الصدق والكذب وإن اتحدا في التعريفين على ذلك التقدير لكن الخبر متعدد فيهما كما ذكره أي العلامة التفتازاني في المطول فلا دور.

نعم لو فسر الإخبار بالإتيان بالخبر عاد الدور واحتيج في دفعه إلى وجه آخر انتهى.

حاصله إن لزوم الدور مبني على مقدمتين اتحاد الخبر في التعريفين واتحاد الصدق والكذب فيهما يعني أن الدور إنما يلزم لو وجد الاتحادان معا والمتوهم أورد كلاما أثبت به اتحاد الصدقين أي الصدق في تعريف الخبر والصدق المعرف بالخبر عن الشيء على ما هو به وفرع على هذا الاتحاد فقط لزوم الدور.

فأجاب السيد السند رحمه الله بأن تفريع لزوم الدور على مجرد اتحاد الصدق غير صحيح لجواز تعدد الخبر فيهما إنما يتم ذلك لو اتحد الخبر أيضا فيهما وليس كذلك فإن المراد بالخبر المعرف الكلام المخبر به وبالخبر في تعريف الصدق والكذب الإخبار عن الشيء فتوقف الخبر بمعنى الكلام المخبر به على الصدق الموقوف على الخبر

Page 53