270

Dustur Culama

دستور العلماء أو جامع العلوم في اصطلاحات الفنون

Publisher

دار الكتب العلمية - لبنان / بيروت

Edition Number

الأولى، 1421هـ - 2000م

لك الجسم التعليمي. وبعبارة أخرى الجسم التعليمي هو الكم القائم بالجسم الطبيعي الساري فيه بأن يحصل له الجهات. وأيضا الجسم التعليمي نفس الأبعاد الثلاثة المخيلة من غير التفات إلى شيء من المواد وأحوالها وإنما سمي تعليميا لكونه مبحوثا عنه في العلم التعليمي أعني الرياضي.

الجسم قابل للانقسام إلى غير النهاية: ليس معنى كلامهم هذا أنه يمكن أن يخرج الانقسامات الغير المتناهية من القوة إلى الفعل . بل المراد أنه لا ينتهي في الانقسام إلى حد يقف عنده ولا يقبل الانقسام بعده. وذلك على قياس ما قاله المتكلمون من أن مقدورات الله تعالى غير متناهية مع أن وجود ما لا يتناهى في الخارج محال مطلقا عندهم فليس معناه إلا أن تأثير القدرة لا يصل إلى حد لا يمكن أن يتجاوزه بل كل مرتبة يصل إليها تأثير القدرة يمكن وصوله إلى مرتبة أخرى فوقها كما في لا تناهي الأعداد فإنها لا تصل إلى حد إلا ويمكن الزيادة عليه.

باب الجيم مع العين

الجعل: بالضم اسم لما يجعل شرطا للعتق. والفرق بين العتق على جعل والكتابة أن العبد يصير معتقا في العتق على جعل في الحال بخلاف الكتابة فإن العتق فيها بعد أداء بدل الكتابة مع أن لفظ الكتابة وما يؤدي معناها أيضا شرط فيها. وأيضا الجعل اسم لما يضربه الإمام على الناس للذين يخرجون على الجهاد. والجعل بالفتح مصدر بمعنى الخلق والتصيير أيضا. الأول تامة والثاني ناقصة. ولهذا قالوا إنه على نوعين: (جعل بسيط) ويسمى جعلا إبداعيا أيضا. و (جعل مركب) ويسمى جعلا مؤلفا واختراعيا أيضا.

أما الجعل البسيط: فهو جعل الشيء وإيجاد الايس من الليس فأثره المترتب عليه. هو نفس ذلك الشيء وساحته متقدسة عن الكثرة أي تعليق شيء بشيء وليس بحسبه إلا مجعول فقط يبدعه الجاعل ويفيض نفسه ويعبر عن تلك المرتبة المجعولية بتقرر الذات وقوام الماهية وفعليتها وأشار الجاعل الأقدس عز شأنه في محكم كتابه إلى هذا الجعل المتقدس عن التعدي إلى المجعول إليه حيث قال وجعل الظلمات والنور. على معنى أن أثر الجاعل تعالى وما يفضه ويبدعه أولا وبالذات هو نفس الماهية ولم يقل تعالى وجعل الظلمات والنور موجودات. ولسان الغيب وترجمان الأسرار شمس الدين محمد الشهير بحافظ الشيرازي قدس سره أيضا أشار إلى هذا الجعل في هذا البيت.

Page 276