120

Dustur Culama

دستور العلماء أو جامع العلوم في اصطلاحات الفنون

Publisher

دار الكتب العلمية - لبنان / بيروت

Edition Number

الأولى، 1421هـ - 2000م

الشيء بحسب مفهومه المفروض بحسب التخمين. فالفرق بين هذه المطالب أجلى وأظهر. ولا ينبغي أن يفهم من قولنا في الهل الأبسط الإنسان متجوهر أنه قصد به ثبوت الجوهر له بل إنما يقصد به إعطاء التصديق بنفس تجوهر الماهية. وإيراد المحمول إنما هو للضرورة العقلية فاعتبار المحمول في المركبة بالقصد الأول وفي البسيط من حيث إن طبيعة العقد لا يسع ما قصد إعطاؤه إلا بذلك الاعتبار. لا يقال اعتبار التقرر والموجودية متلازمان فما الحاجة إلى اعتبار التقرر مع اعتبار الموجودية. لأنا نقول وإن كان كذلك لكن لا ينبغي أن لا يهمل فصل أحد المرتبتين عن الأخرى في الأحكام مع أنه حق بالاعتبار. لا يقال لو رجع مفاد عقد الهلية المركبة إلى ثبوت المحمول للموضوع فيلزم أن يكون للمحمول وجود إذ الوجود للغير لا يتصور بدونه فلا يصح إثبات العدميات للموضوعات لأنا نقول ثبوت المحمول للموضوع ليس هو وجوده في نفسه لكن للموضوع كوجود الإعراض لمحالها حتى يلزم ذلك بل إنما هو اتصاف موضوعه به وهو الوجود الرابطي فالوجود الرابطي كما يقال على المعنيين المشهورين أحدهما ثبوت المحمول للموضوع أي النسبة الحكمية وهو يعم العقود بأسرها بحسب الحكاية وثانيهما ثبوت الشيء للشيء بأن يكون هذا النحو من الثبوت وجود في نفسه لكن للغير وهو يختص بالإعراض بحسب المحكي عنه كذلك يطلق على مطلق اتصاف الموضوع بالمحمول وهو من خواص الهليات المركبة بحسب المحكى عنه على الإطلاق. وأما كلمة لم بكسر اللام وفتح الميم فلطلب دليل إما مفيد لمجرد التصديق بثبوت الأكبر للأصغر مع قطع النظر عن الخارج سواء كان الوسط معلولا أو لا (أو مفيد) لثبوت الأكبر له بحسب الواقع يعني أن تلك الواسطة كما تكون علة لثبوت الأكبر له في الذهن كذلك تكون علة لثبوته له في نفس الأمر. والدليل على الأول يسمى آنيا حيث لم يدل إلا على آنية الحكم وتحققه في الواقع دون علته. وعلى الثاني لميا بدلالته على ما هو لم الحكم وعلته في الواقع فمطلب لم هو الدليل.

وكلمة أي لطلب ما يميز الشيء عن غيره بشرط أن لا يكون تمام ماهيته المختصة أو المشتركة. فإن قيد بفي ذاته أو في جوهره أو ما يجري مجراه كان طالبا للمميز الذاتي إما عن جميع الأغيار أو عن بعضها وهو الفصل القريب أو البعيد فيتعين في الجواب أحد الفصول. وإن قيد بفي عرضه كان طالبا للمميز العرضي إما عن جميع الأغيار أو عن بعضها وهو الخاصة المطلقة أو الإضافية فيتعين في الجواب أحد الخواص فمطلب أي هو المميز ذاتيا أو عرضيا. وإذ قد علمت أمهات أدوات الطلب وأمهات المطالب فإن قلت ما وجه كون تلك الأدوات أمهات الطلب وتلك المطالب أمهات المطالب قلنا مطلب هل التصديق بثبوت المحمول للموضوع والمقولات التسع

Page 126