وهويسنز بالتحليل، ويشير إلى أن التاريخ قد تحول إلى مجرد أرشيف كبير «يمكن استعادته جاهزا واستهلاكه المرة بعد المرة». وهو - أي صناعة التراث - وما بعد الحداثة على اتصال وثيق؛ إذ «إنهما تآمرا على خلق شاشة سطحية تدخل بين حياتنا الحاضرة وماضينا»، ويصبح التاريخ «خلقا راهنا أكثر مما هو خطاب نقدي» ويستنتج هويسنز من هذا «أننا بتنا محكومين بطلب التاريخ عبر صور البوب التي لدينا، وعبر تلك الصور الزائفة.»
38
هذه هي أهم السمات الحاضرة بقوة في الأعمال الفنية بما بعد الحداثية، وهناك سمات أخرى تتفرع عنها ربما يكون أهمها: التقطيع
cutting ، المزج
collage ، المحاكاة الساخرة
parody ، الميل لزخرفة السطوح
surfaces decorated ... إلخ.
39
وربما ستبرز لنا هذه السمات بصورة أقوى عندما نستعرض التغيرات التي لحقت بكل فن على حدة، وسنحاول أن نستعين في ذلك ببعض النماذج التطبيقية. لكن ربما يلزمنا قبل ذلك أن نشير إلى تغير حدث في طبيعة مفهوم التمثيل، الذي هو على علاقة رئيسة بالفنون المختلفة، هذا التغير كان نتاجا للتحولات التي تحدثنا عنها فيما سبق، وإلقاء الضوء عليه سيكون مفيدا بصورة كبيرة في فهمنا لطبيعة الفنون وتحولاتها في القرن العشرين. •••
الواقع أن مفهوم التمثيل
Unknown page