277

Durra al-Ghawwāṣ fī awhām al-khawāṣṣ

درة الغواص في أوهام الخواص

Editor

عرفات مطرجي

Publisher

مؤسسة الكتب الثقافية

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤١٨/١٩٩٨هـ

Publisher Location

بيروت

(أنْشد النَّاس وَلَا أنشدهم ... إِنَّمَا ينشد من كَانَ أضلّ)
وَنَظِيره فِي الْمُضَارع أَنهم لَا يفرقون بَين يُشْرك (بِفَتْح الْيَاء وَالرَّاء) ويشرك (بِضَم الْيَاء وخفض الرَّاء) .
فَالْأول من الْفِعْل شركه فِي الْأَمر يشركهُ مُشَاركَة، أَي صَار شَرِيكه، وَمِنْه الْأَمر الْمُشْتَرك والمتشرك الَّذِي يَسْتَوِي فِيهِ المتقاسمون، وَنَظِيره قَول الشَّاعِر:
(لَا يَسْتَوِي المرآن، هَذَا ابْن حرَّة ... وَهَذَا ابْن أُخْرَى ظهرهَا متشرك)
وَالثَّانِي من أشرك بِاللَّه يُشْرك شركا وإشراكا، أَي جعل لَهُ شَرِيكا فِي ملكه، فَهُوَ كَافِر مُشْرك.
وَمِنْه قَوْله تَعَالَى عَن عَبده لُقْمَان أَنه قَالَ لِابْنِهِ: ﴿يَا بني لَا تشرك بِاللَّه إِن الشّرك لظلم عَظِيم﴾ وَنَظِيره قَول الشَّاعِر:
(أَمْرَانِ لَا يسلم الْإِنْسَان شرهما ... الشّرك بِاللَّه والإضرار بِالنَّاسِ)
وَنَظِيره فِي هَذَا الْبَاب أَنهم لَا يفرقون بَين يهدي (بِفَتْح الْيَاء) وَيهْدِي (بِضَم الْيَاء) .
فَالْأول من قَوْلك: هداه للدّين يهديه هدى وهديا وهداية، أَي بَين لَهُ طَرِيق الرشاد.
وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: ﴿إِن هَذَا الْقُرْآن يهدي للَّتِي هِيَ أقوم﴾ .
وَالْهَادِي: المرشد وَالدَّلِيل لِأَنَّهُ يتَقَدَّم الْقَوْم فيتبعونه، وَلذَا سميت الْعَصَا هاديا لِأَن الْأَعْمَى يمْسِكهَا فتتقدمه وترشده إِلَى طَرِيقه.
وَمِنْه قَول طرفَة:
(للفتى عقل يعِيش بِهِ ... حَيْثُ تهدي سَاقه قدمه)
أَي ترشده وتدله:
والهاديات: أَوَائِل الْوَحْش وَالْإِبِل وكل جمَاعَة، وَمِنْه قَول امْرِئ الْقَيْس وَفِي وصف فرسه:

1 / 286