Durr Nazim
الدر النظيم
الفهري، فلبسوا للقتال ثم خرجوا على خيلهم حتى مروا بمنازل بني كنانة، فقالوا:
تهيؤا يا بني كنانة للحرب ثم أقبلوا تعنق بهم خيلهم حتى وقفوا على الخندق، فلما تأملوه قالوا: والله إن هذه مكيدة ما كانت العرب تكيدها، ثم تيمموا مكانا من الخندق فيه ضيق فضربوا خيلهم فاقتحمته، وجاءت بهم في السبخة بين الخندق وسلع (1).
وخرج أمير المؤمنين علي بن أبي طالب في نفر معه من المسلمين حتى أخذوا على الثغرة التي اقتحموها.
فتقدم عمرو بن عبد ود الجماعة الذين خرجوا معه، وقد أعلم ليرى مكانه.
فلما رأى المسلمين وقف هو والخيل التي معه وقال: هل من مبارز؟ فبرز إليه أمير المؤمنين (عليه السلام).
فقال له عمرو بن عبد ود: ارجع يا ابن أخي فما احب أن أقتلك.
فقال له أمير المؤمنين (عليه السلام): قد كنت عاهدت الله يا عمرو أن لا يدعوك أحد من قريش الى إحدى خصلتين إلا اخترتها منه.
قال: أجل فما ذاك؟
قال (عليه السلام): فإني أدعوك الى الله ورسوله والإسلام.
قال: لا حاجة لي في ذلك.
قال: فإني أدعوك الى النزال.
فقال: ارجع فقد كان بيني وبين أبيك خلة (2) وما احب أن أقتلك.
فقال له أمير المؤمنين (عليه السلام): لكني والله احب أن أقتلك ما دمت أبيا للحق.
فحمى عمرو من ذلك وقال: أتقتلني، ونزل عن فرسه فعقره وضرب وجهه حتى نفر، وأقبل على علي (عليه السلام) مصلتا سيفه، وبدره بالسيف فنشب سيفه في ترس علي (عليه السلام)، وضربه علي (عليه السلام) فقتله.
Page 163