132

وقلت عودي فعادت في منابتها

تلك العروق بإذن الله لم تمل (1)

الصادق (عليه السلام) في خبر أنه ذكر قوة اللحم عند رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: ما ذقته منذ كذا. فتقرب إليه فقير بجدي كان له فشواه وأنفذ إليه. فقال النبي (عليه السلام): كلوا ولا تكسروا له عظما. فلما فرغوا أشار إليه وقال: انهض بإذن الله. فأحياه فكان يمر عند صاحبه كما يساق (2).

وأتى أبو أيوب الأنصاري بغنم الى رسول الله (صلى الله عليه وآله) في عرس فاطمة (عليها السلام)، فنهاه جبريل (عليه السلام) عن ذبحها، فشق ذلك عليه، فأمر (عليه السلام) زيد بن جبير الأنصاري بذبحها بعد يومين، فلما طبخت أمر أن لا يأكلوا إلا باسم الله وأن لا يكسروا عظامه. ثم قال: إن أبا أيوب رجل فقير، إلهي أنت خلقتها وأنت أفنيتها وانك قادر على إعادتها فأحيها يا حي لا إله إلا أنت، فأحياها الله وجعل فيها بركة لأبي أيوب وشفى المرضى في لبنها، فسمتها أهل المدينة: المبعوثة.

وفيها قال عبد الرحمن بن عوف أبياتا:

ألم تبصروا شاة ابن زيد وحالها

وفي أمرها للطالبين مزيد

وقد ذبحت ثم استجز (3) إهابها (4)

وفضلها فيما هناك يزيد

وانضج منها اللحم والعظم والكلى (5)

فهلهله (6) بالنار وهو هريد (7)

فأحيا له ذو العرش والله قادر

فعادت بحال ما تشاء يعود (8)

محمد بن إسحاق في خبر طويل، عن كثير بن عامر: أنه طلع من الأبطح راكب ومن ورائه سبعة عشر ناقة محملة ثياب ديباج، على كل ناقة عبد أسود يطلب النبي الكريم ليدفعها إليه بوصية من أبيه، فأومى ابن البختري الى أبي جهل

Page 135