104

قال: ثم بكى رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فقلت له: ما يبكيك فداك أبي وأمي؟ فقال:

يا ابن عباس إن أول ما كلمني به ربي أن قال: يا محمد انظر تحتك، فنظرت الى الحجب قد انخرقت وإلى أبواب السماء قد فتحت حتى نظرت الى علي وهو رافع رأسه الى السماء فكلمني وكلمته.

فقلت: يا رسول الله حدثني بما كلمك به.

قال: قال لي ربي: يا محمد إني جعلت عليا وصيك ووزيرك وخليفتك من بعدك، فأعلمته وأنا بين يدي ربي.

فقال لي: قد قبلت، فأمر الله عز وجل الملائكة أن تسلم عليه، ففعلت، فرد (عليهم السلام). ورأيت الملائكة يتباشرون، ثم ما مررت بصف من الملائكة إلا وهم يهنوني ويقولون: يا محمد والذي بعثك بالحق نبيا لقد دخل السرور على جميع الملائكة، ورأيت حملة العرش قد نكسوا رءوسهم.

فقلت: يا جبريل لم نكسوا رءوسهم؟

قال: يا محمد ما من ملك من الملائكة إلا وقد نظر الى علي ما خلا حملة العرش فانهم استأذنوا الله في هذه الساعة أن ينظروا الى علي (عليه السلام)، فأذن لهم، فلما هبطت الى الأرض جعلت اعلمه ذلك وهو يخبرني، فعلمت أني لم أطأ موطئا إلا وقد كشف لعلي عنه حتى نظر إليه كما رأيت من أمره (1).

قال ابن عباس رضي الله عنهما: قلت: يا رسول الله أوصني قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا ابن عباس والذي بعثني بالحق لا يقبل الله من عبد حسنة حتى يسأله عن حب علي (عليه السلام)، وهو أعلم بذلك، فإن كان من أهل ولايته قبل عمله على ما كان فيه، وإن لم يكن من أهل ولايته لم يسأله عن شيء حتى يأمر به الى النار، وأن النار لأشد غضبا على مبغضي علي منها على من زعم أن لله ولدا.

يا ابن عباس لو أن الملائكة والأنبياء والمرسلين أجمعوا على بغضه لعذبهم الله بالنار، وما كانوا ليفعلوا.

Page 107