228

Al-Durr al-muntakhab fī takmilat taʾrīkh Ḥalab

الدر المنتخب في تكملة تأريخ حلب

Genres

الصغر عليه من مقاطعيه فوصلوا بالأمراء أمره وأعمل كل منهم في كفره فكره فرتبوا محاضر وألبوا الرويبضة للسعي بها بين الأكابر وسعوا في نقله إلى حضرة المملكة بالديار المصرية فنقل وأودع السجن ساعة حضوره واعتقل وعقدوا لإراقة دمه مجالس وحشدوا لذلك قوما من عمار الزوايا وسكان المدارس من مجامل في المنازعة مخاتل بالمخادعة ومن مجاهر بالتكفير مبارز بالمقاطعة يسومونه ريب المنونوربك يعلم ما تكن صدورهم وما يعلنون وليس المجاهر بكفره بأسوأ حالا من المخاتل وقد دبت إليه عقارب مكره فرد الله كيد كل في نحره ونجاه على يد من اصطفاهوالله غالب على أمره ثم لم يخل بعد ذلك من فتنة بعد فتنة ولم ينتقل طول عمره من محنة إلا إلى محنة إلى أن فوض أمره إلى بعض القضاة فتقلد ما تقلد من اعتقاله ولم يزل بمحبسه ذلك إلى حين ذهابه إلى رحمة الله وانتقاله وإلى الله ترجع الأمور وهو مطلع على خائنة الامين وما تخفي الصدور وكان يومه مشهودا ضاقت بجنازته الطريق وانتهى بها المسلمون من كل فج عميق يتقربون بمشهده يوم يقوم الأشهاد ويتمسكون بشرجعه حتى كسروا تلك الأعواد ثم ذكر وفاته ومولده أنشدني الحافظ ولي الدين أبو زرعة بن العراقي إجازة عن أبي الثناء محمود ابن خليفة بن محمد بن خلف المنبجي المحدث إجازة أنشدنا الفاضل الأديب أبو

Page 288