أَيُسْقَى فلا يُرْوى إليَّ ابنُ أَحْمَرا
أي: لا يُرْوى مني، وقد تُزَادُ، قُرئ: «تهوى إليهم» بفتح الواو.
والكافُ في محلِّ جرٍّ، وهي ضميرُ المخاطبِ، ويتصلُ بها ما يَدُلُّ على التثنيةِ والجمعِ تذكيرًا وتأنيثًا كتاءِ لمخاطب. والنزولُ: الوصول والحلولِ من غير اشتراطِ علوٍّ، قال تعالى: ﴿فَإِذَا نَزَلَ بِسَاحَتِهِمْ﴾ [الصافات: ١٧٧] أي حلَّ ووَصَل، و«ما» الثانيةُ وصلتُها عطفٌ على «ما» الأولى قَبلَها، فالكلامُ عليها وعلى صلتِها كالكلامِ على «ما» التي قبلَها، فَلْيُتأمَّلْ.
و«مِنْ قبلِك» متعلِّقٌ ب «أُنْزِلَ»، و«مِنْ» لابتداء الغاية، و«قبل» ظرف زمان يقتضي التقدُّم، وهو نقيضٌ «بعد»، وكِلاهما متى نُكِّر أو أُضيف أُعْرِبَ، ومتى قُطع من الإِضافة لفظًا/ وأُرِيدت معنى بُني على الضم، فمِن الإِعرابِ قولُه:
١٢٥ - فساغَ ليَ الشرابُ وكنت قَبْلًا ... أكاد أَغَصُّ بالماءِ القَراحِ
وقال آخر:
١٢٦ - ونحن قَتَلْنَا الأُسْدَ أُسْدَ خَفِيَّةٍ ... فما شَرِبوا بَعْدًا على لَذَّةً خَمْرا
ومن البناء قولُه تعالى: ﴿لِلَّهِ الأمر مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ﴾ [الروم: ٤]، وزعم بعضُهم أن «قبل» في الأصل وصفٌ نابَ عن موصوفِه لُزومًا، فإذا قلت: «قمتُ قبلَ