Al-Durr al-Manẓūm al-Ḥāwī li-Anwāʿ al-ʿUlūm
الدر المنظوم الحاوي لأنواع العلوم
Genres
فهذه دعوة ولد رسول الله، وسلالته الطيبة المرتضاة، من قام داعيا إلى الله قاصدا لإحياء دين الله، راجيا أن يكون ممن قال فيه الله:? ياأيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم? [النساء:59]، وممن قال فيه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : «من سمع واعيتنا أهل البيت فلم يجبها كبه الله على منخريه في نار جهنم» (1)، وقد قال أيضا صلى الله عليه وآله وسلم : «من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية» (2)، ?ياقومنا أجيبوا داعي الله وآمنوا به يغفر لكم من ذنوبكم ويجركم من عذاب أليم، ومن لا يجب داعي الله فليس بمعجز في الأرض وليس له من دونه أولياء أولئك في ضلال مبين? [الأحقاف:31، 32]، ولقد وجهنا لتبليغ هذه الرسالة، وتفصيل شأنها وتفصيل إجمالها، الشيخ الصدر، العلامة الحبر، عماد الملة والدين، عمدة الأعيان الأمجدين؛ يحيى بن حسن المنسوب إلى جيلان، أصلح الله له وبه وعلى يده كل شأن، وإنه لمعدود عندنا من الأعيان، ومنخرط في سلك النصحاء الأعوان، ونرجو أن يساعده المقدور، ويبلغ به الحظ الأسنى إلى ذلك المقام المشهور، فتحق له التحفة والكرامة، ويتوجه لمثله حسن النزل والإقامة، وأن يفرغ عليه سرابيل المن والإحسان، فيعود شاكرا ذاكرا لأنعم السلطان، قاضيا لكل إرب وحاج، فائزا بما يوجب البشر والابتهاج، وكيف لا وقد تحمل إلى ذلك المقام غاية المشقة، وارتكب لحسن أمله فيه بعد الشقة، واقتحم عظيم الأخطار ناهضا تاعبا في البر والبحار، وبلغ رسالة داعي الحق من أبناء المصطفى المختار، فليس مثله من يخيب أمله، أو يضيع عمله، أو ينقلب وقصة خفي حنين مثله، فإن على لسانه في أمرنا تحقيق الحال، وإيضاح السر الدفين، والقول ما قالت حذام، وعند جهينة(3) الخبر اليقين، ?قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين? [يوسف:108].
Page 382