وتفسيق محارب الإمام المقطوع بإمامته إجماع أهل البيت" بل إجماع الأمة، وأما ما يتوهم أنه ناقض لذلك مما ذكره سيدي فغير ناقض.
أما نفي الصحابة لإمامة علي عليه السلام فلم يسر فيهم سيرة الإمام، بل سيرة المأموم، فلم ينسبوا إليه بنفي إمامته ظلما، ولا ثبتت إمامته بدعوة ولا عقد، بل بنص فيه خفاء أي في دلالته على الإمامة، فكان ذلك شبهة يسقط بها التفسيق، وإن كانت غير مسوغة لهم أن يعدلوا عن الحق، ومن ثمة ذهب جماعة منهم الإمام يحي ى بن حمزة(1) عليه السلام أن إمامة علي عليه السلام قبل الثلاثة ظنية، فنفى عنهم الخطأ رأسا.
وأما ما ذكره سيدي أبقاه الله تعالى من تعارض الإمامين،
ونفي كل منهما إمامة الآخر مع عدم التفسيق على التخطئة، فهو كما مر، لكن ليس مما نحن فيه، لأن تلك المسألة ظنية، وقد ذكر أبو جعفر وغيره فيها خلافا كبيرا، وليس فيها لأحد من الفريقين دليل قطعي، وكلامنا في من نفى إمامة إمام قطعية كما ذكرنا، إذ لا تخطئة في المسائل الظنية فضلا عن التفسيق، ولهذا من أثبت إمامة معاوية من فرق أهل الجبر لم يفسق عليا عليه السلام لأن إمامتهما عنده ظنية، ونحن نفسق معاوية وأصحابه، لأن إمامة علي عليه السلام قطعية لا شبهة فيها.
تم ذلك والحمد لله وحده.
Page 246