وعلى المصحَّح في الثالثة(١)، وتقييد البطلان في الثانية بغير العامي، أي وهو غير المتفقه في مذهب الإمام.
وقد جزم القفال(٢) فيها بالصحة، قال في ((فتاويه)): لأنّ معرفتها غامضة.
(قلت): ومنه يؤخذ أن ذلك في حق العامي دون غيره، وذكر أبو بكر الشاشيّ في ((فتاويه))(٣) نحوه فقال: إذا لم يعرف فرائض الصلاة من سننها
(١) في الأصل: ((في الثانية))، والتصويب من المطبوعة.
(٢) هو: أبو بكر، عبد الله بن أحمد بن عبد الله المروزي، شيخ الشافعية بخراسان، المعروف بالقفّال؛ لأنه أفنى شبيبته في عمل الأقفال. واشتغل بالعلم لمّا أتى عليه ثلاثون سنة. ويقال له: القفّال الصغير؛ تمييزاً له عن القفال الكبير: أبي بكر محمد بن علي الشاشي، شيخ طريقة العراقيين، لكن القفّال الصغير - المروزي - أكثر ذكراً في كتب الفقه، ولذا يُذكَر مطلقاً، وأما الآخَر فيُقَيَّد بالكبير. وُلِد سنة (٣٢٧هـ). تتلمذ عليه كبار الأئمة، ومنهم: أبو علي السِّبخي والقاضي حسين وأبو محمد الجويني. شرح ((الفروع)) للحداد و((المختصر))، قال ابن هداية الله الحسيني: ((وهما من عجائب الكتب)) اهـ. توفي - رحمه الله - بسجستان - سنة (٤١٧ هـ). انظر: ((وفيات الأعيان)) (٤٦/٣)، و((طبقات الشافعية)) لابن هداية الله الحسيني (ص١٣٤، ١٣٥)، و((شذرات الذهب)) (٢٠٧/٣، ٢٠٨).
(٣) الشاشي هو: فخر الإسلام أبو بكر، محمد بن أحمد بن الحسين الشاشي، الفقيه الشافعي، المعروف بالمستظهري، لأنه ألف كتاب ((الحلية)) للخليفة المستظهر بالله. وُلِد سنة (٤٢٩ هـ). تفقَّه على محمَّد بن بيان الكازروني، ثم لزم ببغداد الشيخ أبا إسحاق وابن الصباغ. ومن تصانيفه: ((الشافي في شرح الشامل)) في عشرين مجلداً، ومات وقد بقي منه نحو الخمس. توفي ـ رحمه الله ــ ببغداد سنة (٥٠٧هـ). انظر: ((وفيات الأعيان)) (٢١٩/٤، ٢٢٠)، و((شذرات الذهب)) (١٦/٤، ١٧).