Duroos of Sheikh Abdullah Al-Jalali

Abdullah Al-Jalali d. Unknown
92

Duroos of Sheikh Abdullah Al-Jalali

دروس للشيخ عبد الله الجلالي

Genres

الزواج المبكر والآثار الإيجابية المترتبة عليه العنصر الأخير من عناصر المحافظة على المجتمع قوله تعالى: ﴿وَأَنكِحُوا الأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ﴾ [النور:٣٢] فالإسلام لا يؤمن بمبدأ: ألقاه في اليم مكتوفًا وقال له إياك إياك أن تبتل بالماء فهذا مبدأ غير واقعي وغير حقيقي، ولذلك فإن الذي سد طرق الحرام فتح طرق الحلال؛ لأن الله ﷿ حينما ركب هذا الإنسان ركبه على هذه الشهوة بين الذكر والأنثى، وهذه الشهوة هي سبب تكاثر هذا العالم في هذا الوجود، ولولا هذه الشهوة ما كان لهذا العالم وجود على ظهر الأرض، ولذلك فإن الله ﷿ الذي سد طرق الفاحشة من تحريم الحديث عن الفاحشة، والنهي عن دخول البيوت دون استئذان، ومنع الاختلاط، وتحريم النظر الحرام هو الذي جعل الطريق مفتوحًا بالحلال، حتى لا يقال: ماذا يفعل الإنسان بالشهوة التي ركبها الله تعالى فيه؟ وهو هو طريق واسع يصل إلى أربع زوجات بحيث تسد حاجة أي واحد من الناس، وتستهلك كل الطاقة النسوية الموجودة في المجتمع، حتى لا تقول امرأة: إنها لم تجد زوجًا. وحتى لا يقول الرجل: إنه لم يجد طريقًا لإشباع هذه الرغبة وهذه الشهوة. ولذلك جاء الأمر من الله لمحاربة الفاحشة فقال: ﴿وَأَنكِحُوا الأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمْ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ﴾ [النور:٣٢]. فمن طرق دفع الفاحشة وسد بابها الزواج، فهو المنفذ الوحيد الذي أباحه الله ﷿ من أجل أن تستهلك فيه هذه الطاقة الجنسية التي فطر الله الناس عليها، وهذا هو طريق الحلال الذي تبنى عليه الحياة الإنسانية على عش طاهر نظيف، ليس بالزنا ولكن بالزواج الذي شرعه الله ﷿ فقال عنه: ﴿وَأَنكِحُوا الأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ﴾ [النور:٣٢]. فقوله تعالى: (وأنكحوا) أي: زوجوا. (الأيامى) جمع أيِّم، أي: غير المتزوج ومعنى ذلك أن الرجل غير المتزوج يزوج، والمرأة غير المتزوجة تزوج، حتى لا تبقى النساء عوانس في البيوت، ولا يبقى الرجال عزابًا داخل البيوت؛ لأن هذا النوع من البشر هو الذي يبحث عن الفاحشة، ولأن الزواج يغني عن الحرام، ولذلك الله تعالى هنا أمر بالزواج فقال: (وَأَنكِحُوا الأَيَامَى) أي: غير المتزوجين. (منكم) أي: من المسلمين، (وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ) الصالح ضد الفاسق. (من عبادكم) أي: الذكور، جمع عبد. (وإمائكم) أي: الإماء، جمع أمة وهي الأنثى، أي: ابذلوا المال لتزويج هؤلاء. وكذلك على الأولياء أن يبادروا بتزويج مولياتهم من النساء إذا جاء الأكفياء؛ وكذلك الرجال إذا بلغوا سن الحلم وشعروا بالحاجة الملحة وبالشهوة، فإن عليهم أن يبادروا بالزواج قبل أن يقعوا فيما حرم الله، والنساء كذلك إذا بلغن هذه السن وخفن من الوقوع فيما حرم الله عليهن أن يبادرن بهذا الزواج، ولا يكون شيء من الأمور يحول بينهم وبين أمر من أمور الله، لا التعليم ولا العمل ولا الوظيفة ولا شيء من ذلك. وهذا هو البلاء الذي حل بالأمة الآن، فالفتاة تقول: لا أتزوج حتى أكمل الدراسة الجامعية. فإذا أكملت الدراسة الجامعية قالت: لا أتزوج حتى أخدم وطني مدة من الزمن. ويمكن يا أختي أن تتزوجي وتكملي الدراسة، ويمكن أن تتزوجي وتشتغلي في المجال الذي يخص المرأة، دون أن يكون هناك شطط أو ميل أو اختلاط أو نظر، فهذا مفتوح أمام النساء والحمد لله. إذًا هذه من الفتن، ولربما تكون وراءها دعايات مضللة تريد أن تحول بين الفتاة وبين الزواج، أو بين الشباب وبين الزواج، فيتأخر الزواج فتمتلئ البيوت بالنساء العوانس، فيصبح الرجال عزابًا، فيبحثون عن الفاحشة في عصر فسد فيه الإعلام، وانتشرت فيه الصور والمحرمات، وتضخمت فيه وسائل النقل السريع، فتنقل الإنسان من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب في سويعات، فهذه كلها عوامل ساعدت على هذا الأمر الخطير، لذلك أقول: الله ﷿ يأمرنا بالزواج المبكر، فيقول: ﴿وَأَنكِحُوا الأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ﴾ [النور:٣٢]، والرسول ﷺ يقول: (يا معشر الشباب! من استطاع منكم الباءة -أي: تكاليف الزواج- فليتزوج؛ فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم؛ فإنه له وجاء).

3 / 17