328

Durūs liʾl-Shaykh ʿAbd Allāh al-Jalālī

دروس للشيخ عبد الله الجلالي

Genres

حكم قتال الكافرين
السؤال
هل يعد القتال مع القوات الأمريكية جهادًا في سبيل الله، حيث إن المشكلة تجمع بين الكافر والمسلم في مظلة واحدة، نرجو توضيح ذلك الأمر؟
الجواب
إذا كان الأمر أمر دفاع فالمسلم عليه أن يدافع عن بلد الإسلام، وعن دينه وعقيدته ومقدساته مع من كان، لكن يا حبذا لو كان هذا الجيش صافي العقيدة، مؤمنًا بالله ﷿، ولكن: إذا لم تكن إلا الأسنة مركبًا فما حيلة المضطر إلا ركوبها فنقول لأي واحد من المسلمين: عليك أن تدافع عن هذا الدين وعن هذا الوطن الذي هو وطن الإسلام، وتدافع عن هذه المقدسات ضد من كان من هؤلاء الناس، ولا تتوقف، ولا تقل: سأتوقف لأن فلانًا كافر أو لأن هناك قيادة بأيدي غير المسلمين.
فإن توقفك سوف يفتح ثغرة إلى أن تضيع بلاد المسلمين، نسأل الله العافية والسلامة.
وهذا شيء مشاهد في تاريخ الرسول ﷺ، فإنه لما هاجر إلى المدينة عقد صلحًا وحلفًا مع اليهود، مع أن اليهود أعداء ألداء للإسلام، وأنا لا أقول هذا الكلام مبررًا الموقف الذي حصل، وإنما أريد أن أعلم الناس كيف يدافعون عن هذه البلاد، ولذلك الرسول ﷺ اتفق مع اليهود أن يدافع اليهود والمسلمون في آنٍ واحد عن أي اعتداء على المدينة، حتى قويت شوكة المسلمين فقضى رسول الله ﷺ على اليهود، وأصبح الأمر كله بيد الله تعالى ثم بأيدي المسلمين.
فأقول: لو هجم عدو على هذه البلاد فيلزم المسلمين جميعًا أن ينفروا خفافًا وثقالًا ليجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم ليحموا هذا البلد الطاهر وهذه المقدسات، ولا يهمهم أن يكون هناك من الكافرين أو من شذاذ العالم من يشاركهم في هذه المهمة.

12 / 22