كان وقت الشيخ عامرًا بالتدريس والقراءة
كان الشيخ لا يَمل من التدريس، وكان وقته للدراسة وللقراءة، ويدل على ذلك سماعه لفتاوى المشايخ التي جمعها الشيخ عبد الرحمن بن قاسم ﵀، وهي هذا المجموع الكبير الذي سماه: الدرر السنية، فإنه قرأها عليه، وكتب الشيخ في مقدمتها: لقد قرأ علي أخونا عبد الرحمن بن قاسم هذه الرسائل، فبعضها مرتين، وبعضها أكثر من ذلك، يقرأها عليه للتصحيح، وهي رسائل أئمة الدعوة ونصائحهم، ومسائل سئلوا عنها، فرتبها الشيخ عبد الرحمن بن قاسم ﵀ على الأبواب، فهذه المجموعة المكونة من اثني عشر مجلدًا قرأها عليه وسمعها كلها.
وأما قراءة القراء عليه، فذكروا أنه كان يجلس بعد الفجر مباشرةً غالبًا، فيقرأ عليه إلى أن تطلع الشمس، ثم بعد ذلك ينصرف إلى بيته لتناول القهوة ونحوها، فإذا ارتفعت الشمس فتح بابه للطلاب فتوافدوا عليه، وقرءوا عليه في المطولات ككتب التفسير، وكتب الحديث، وشروح الحديث، فقد قرئت عليه الشروح الكبيرة كفتح الباري وغيره من الشروح، ومن كتب التفسير: تفسير ابن جرير، وتفسير ابن كثير، وتفسير البغوي، وهذه قرئت عليه مرارًا، ولكن كان أكثر اهتمامه بكتب العقيدة وكتب التوحيد؛ وذلك لأن آباءه وأجداده أولوها اهتمامًا، فكان حريصًا على تكرارها، وكان حريصًا على حفظها، وعلى تكليف الطلاب بحفظها.
وهكذا إلى أن يَقرُبَ وقت القيلولة فيأذن لهم بالانصراف -قبل الظهر بساعةٍ أو نحوها-، ثم بعد صلاة الظهر يتوافدون إليه إلى المسجد، ويقرءون -هذا فيما أذكر وفيما نقل إليَّ- نحو ساعة أو قريبًا منها.
وكذلك بعد العصر يدرسون عليه أيضًا ساعة أو أكثر منها، وهكذا أيضًا بعد المغرب -أي: بين العشائين-، فيعمر وقته ﵀ بهذه الدروس، وكان يهتم بالمتون ويوصي بها تلاميذه، فاستفادوا منه كثيرًا.
ولعلكم قرأتم في مقدمة: (الفوائد الجلية) للشيخ: ابن باز قوله: إني استفدت أكثرها من تقريضات شيخنا الشيخ محمد بن إبراهيم ﵀.
12 / 5