241

Durūs lil-shaykh Ibn Jibrīn

دروس للشيخ ابن جبرين

Genres

بعض بدع التعزية
وكذلك هناك بدع في التعزية: إذا مات إنسان فإنه يجتمع أهله ويقرءون القرآن ويهدون ثوابه إلى ذلك الميت، وهذا العمل لم يفعله الصحابة ولا السلف، والذي عليه الجمهور: أن الميت إنما يدعى له ويترحم عليه، ومن أراد أن يعمل عملًا صالحًا ويهديه إليه فلا بأس، بخلاف ما يفعله هؤلاء من كونهم يقرءون القرآن بصوت واحد، أو يستأجرون من يقرأ القرآن ثم يجعلون ثوابه لذلك الميت.
وهكذا أيضًا من البدع: كون المصاب بالموت يجعل عليه لباسًا خاصًا، يقولون: حتى يعرف فيعزى! وليس لهذا أصل، بل الأصل أن المصاب عليه أن يتسلى ويصبر، ولا يفعل هذه الأفعال الخاصة ونحوها.
ومن البدع أيضًا: أن كثيرًا من الناس إذا مات أحد أقربائهم فإن المصابين بالموت يذبحون ذبائح لكل من زارهم، وربما يكون ذلك المال مشتركًا بينهم وبين اليتامى ونحوهم.
وتراهم أيضًا يستزيرون الناس أو يستزيرهم أقاربهم، وكل يوم يذبحون الذبائح ويسرفون فيها ويُستمر على ذلك، ولا شك أن هذا فيه شيء من الجزع الذي ينافي الصبر الذي أمر الله تعالى به، وإن هذا مما ينكره العقل أيضًا.

10 / 4