38

Duroos al-Sheikh Nasser Al-Aql

دروس الشيخ ناصر العقل

Genres

الولاء والبراء للمنهج السلفي وأتباعه السؤال ما رأي فضيلتكم فيمن يضع أو يكتب صفات معينة، ثم يدعي بأن من توفرت فيه هذه الصفات فهو سلفي المنهج، ومن لم تكن فيه فهو غير سلفي، وعلى أساس هذه الصفات يوالي ويعادي أتباع من وضعوا هذه الصفات؟ الجواب هذه أيضًا من الأمور التي تحتاج إلى تحديد، وأئمة السلف الذين صنفوا وكتبوا أو أثر عنهم آثار يضعون خصائص وسمات لأهل السنة والجماعة، فيقولون مثلًا: من سمات أهل السنة أنهم لا يسبون أحدًا من أصحاب رسول الله ﷺ؛ فمن خرج عن هذا فهو مبتدع، المقل والمكثر كلهم سواء. وقالوا أيضًا: من سمات أهل السنة والجماعة الأخذ بالهدي الظاهر في العموم، لكن الهدي الظاهر في إجمالياته لا في تفصيلاته؛ لأن الهدي الظاهر: إقامة شعائر الدين الكبرى، لكن لو وجد شخص مثلًا لا يستاك أبدًا فلا تقل: إنه مبتدع؛ لأنه قد يكون غفل عن السواك، لكن من تعبد بشيء يخالف السنة وإن كان جزئيًا، وعرفنا أنه يتعبد به ويدعو إليه؛ فهذا مبتدع ولو كان جزئيًا. أيضًا من علامات أهل السنة والجماعة: القول بأن القرآن كلام الله منزل غير مخلوق. ومن علامات أهل السنة والجماعة: إثبات الرؤية وإثبات الشفاعة، ومن أخل بأي أصل من هذه الأصول؛ فهو مخالف للسنة والجماعة. ومن علامات أهل السنة والجماعة: الولاء للسلف، ومن لمز أحدًا من السلف؛ خرج عن مقتضى أهل السنة والجماعة، ولذلك قد يخرج من أهل السنة والجماعة ممن ينتسب إليهم إذا عادى بعض أئمته، أو لمزه وسبه. فإذًا: السلف لهم خصائص، لكن لا يرسمها أي أحد منهم، بل السلف رسموا هذه الخصائص، وهي موجودة في كتبهم ووضعوا لها ضوابط، وهذه الضوابط إجمالية أيضًا، بمعنى: أن كل من خرج عن أصل من هذه الأصول؛ يلزم أن يبدع ويخرج من السنة، لكن الأصل أن من خرج أنه بدعي بشروط: أن نعرف أنه ليس بمتأول، ولا جاهل، وأن يعتقد ما يفعل، ولم يكن هذا عن غفلة منه، ولا عن تساهل إلخ. فالمهم أن هناك ضوابط وميزات وصفات، من خرج عنها فهو خارج، لكن ليس لكل أحد أن يعمل هذه الضوابط على جميع الأفراد؛ حتى تتحقق الشروط، وتنتفي الموانع، كما يقال في التكفير: له شروط وموانع.

1 / 38