Durar
الدرر في اختصار المغازي والسير
Investigator
الدكتور شوقي ضيف
Publisher
دار المعارف
Edition Number
الثانية
Publication Year
١٤٠٣ هـ
Publisher Location
القاهرة
* قلت: هَذَا مِمَّا زَاد النَّبِي ﷺ من الْفَضَائِل على مُوسَى، لِأَن إِحْدَى آيَات مُوسَى الْيَد الْبَيْضَاء. وَكَانَ نورها يغشى الْبَصَر، وَقد أكْرم الله نبيه بِأَن جعل مثل ذَلِك لرجل من أمته، وَإِنَّمَا سَأَلَ الطُّفَيْل أَن ينْقل ذَلِك النُّور إِلَى سَوْطه، لِأَن الْعَرَب كَانُوا جدلين خصمين، لَهُم من الْبَيَان والصنعة فِي التخييل مَا يَقْتَضِي أَن يقلبوا الْحق بَاطِلا وَالْحسن قبيحا مَا وجدوا إِلَى ذَلِك سَبِيلا، وَلِهَذَا قَالَ: إِنِّي أَخَاف أَن يجعلوها مثلَة. فَكَانَ النُّور إِلَى سَوْطه آيَة أُخْرَى، وَالله الْمُوفق. ١ انْظُر فِي الْإِسْرَاء والمعراج ابْن هِشَام ٢/ ٣٦ وَابْن سعد ج١ ق١ ص١٤٢ وَمَا بعْدهَا وصحيح البُخَارِيّ ٥/ ٥٢ وَانْظُر ١/ ٧٤ وَابْن كثير ٣/ ١٠٨ وأنساب الْأَشْرَاف ١/ ١١٩ والنويري ١٦/ ٢٨٣ وَابْن حزم ص ٦٨ وَابْن سيد النَّاس ١/ ١٤٠ وَمَا بعْدهَا وصحيح مُسلم "طبعة الْحلَبِي" ١/ ١٤٥ والسيرة الحلبية ١/ ٤٧٨. ٢ اخْتلف الْعلمَاء فِي الْإِسْرَاء والمعراج هَل كَانَا فِي الْيَقَظَة أَو فِي الْمَنَام، فَذهب فريق إِلَى أَنَّهُمَا كَانَا بِالروحِ ورؤيا مَنَام، وَذهب فريق إِلَى أَنَّهُمَا كَانَا بالجسد، وَفِي الْيَقَظَة، انْظُر فِي ذَلِك السُّهيْلي ١/ ٢٤٣. وَاخْتلفُوا أَيْضا هَل كَانَ الْإِسْرَاء والمعراج مَعًا فِي لَيْلَة وَاحِدَة أَو لَا؟ وواضح أَن ابْن عبد الْبر يَأْخُذ بِالرَّأْيِ الْقَائِل أَنَّهُمَا كَانَا فِي لَيْلَة وَاحِدَة. وَالْمَشْهُور أَن الْإِسْرَاء برَسُول الله ﷺ كَانَ لَيْلَة السبت لسبع عشرَة خلت من شهر رَمَضَان قبل الْهِجْرَة بِثمَانِيَة عشر شهرا، وَقد أَتَت عَلَيْهِ إِحْدَى وَخَمْسُونَ سنة. وَقيل كَانَ لَيْلَة سبع عشرَة من شهر ربيع الأول قبل الْهِجْرَة بِنَحْوِ سنة. وَقيل: بل كَانَ بعد المبعث بِخمْس سِنِين. ٣ مر بِنَا أَن الصَّلَاة فرضت فِي أول الْبعْثَة المحمدية وَأَنَّهَا كَانَت رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ كل صَلَاة، وَقيل إِنَّهَا كَانَت رَكْعَتَيْنِ فِي الْغَدَاة وَرَكْعَتَيْنِ فِي الْعشي. والاتفاق على أَن فرض الصَّلَوَات الْخمس بصورتها الْمَعْرُوفَة إِنَّمَا كَانَ فِي لَيْلَة الْإِسْرَاء. انْظُر ابْن هِشَام ١/ ٢٦٠ وصحيح البُخَارِيّ ١/ ٧٤ والسهيلي ١/ ١٦٢ وَابْن سيد النَّاس ١/ ٩٠، ١٤٨ والنويري ١/ ١٧٨.
1 / 65