287

Durar Faraid

درر الفرائد المستحسنة في شرح منظومة ابن الشحنة

Investigator

الدكتور سُلَيمان حُسَين العُمَيرات

Publisher

دار ابن حزم

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٣٩ هـ - ٢٠١٨ م

Publisher Location

بيروت - لبنان

Genres

وَالثَّالِثُ: كَتَشْبِيْهِ النَّكْهَةِ بِالْعَنْبَرِ؛ فِيْ طِيْبِ الرَّائِحَةِ (١). وَالرَّابِعُ: كَتَشْبِيْهِ الرِّيْقِ بِالْخَمْرِ؛ فِي اللَّذَّةِ، أَوْ فِيْ إِزَالَةِ عَقْلِ الشَّارِبِ. وَالْخَامِسُ: كَتَشْبِيْهِ الْجِلْدِ النَّاعِمِ بِالحَرِيْرِ؛ فِيْ لِيْنِ اللَّمْسِ. وَدَخَلَ فِي الْحِسِّيِّ - بِزِيَادَةِ قَوْلِهِمْ: «أَوْ مَادَّتُهُ» - الْخَيَالِيُّ (٢)؛ كَمَا أَشَارَ إِلَيْهِ بِقَوْلِهِ: وَلَوْ خَيَالِيًّا (٣): وَهُوَ الْمَعْدُوْمُ الَّذِيْ فُرِضَ مُجْتَمِعًا مِنْ أُمُوْرٍ، كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهَا مِمَّا يُدْرَكُ بِالْحِسِّ؛ كَمَا (٤) فِيْ قَوْلِهِ: [مجزوء الكامل] وَكَأَنَّ مُحْمَرَّ الشَّقِيْـ ... ـقِ إِذَا تَصَوَّبَ أَوْ تَصَعَّدْ أَعْلَامُ يَاقُوْتٍ نُشِرْ ... نَ عَلَى رِمَاحٍ مِنْ زَبَرْجَدْ (٥) فَإِنَّ كُلًّا مِنَ (الْعَلَمِ، وَالْيَاقُوْتِ) وَ(الرُّمْحِ، وَالزَّبَرْجَدِ) مَحْسُوْسٌ، لَكِنِ الْمُرَكَّبُ الَّذِيْ هَذِهِ الْأُمُوْرُ مَادَّتُهُ لَيْسَ بِمَحْسُوْسٍ؛ لِأَنَّهُ لَيْسَ بِمَوْجُوْدٍ؛ وَالْحِسُّ لَا يُدْرِكُ إِلَّا مَا هُوَ مَوْجُوْدٌ فِي الْمَادَّةِ، حَاضِرٌ عِنْدَ الْمُدْرِكِ عَلَى هَيْئَةٍ مَخْصُوْصَةٍ. وَ: إِمَّا

(١) النَّكْهَةُ: رِيحُ الفَم، والعَنْبرُ: نوعٌ مِنَ الطِّيبِ. (٢) لأنّه لا يُدرَكُ هو بالحسّ كونه خياليًّا، ولكنّ مادّته تُدرَكُ بالحِسّ. (٣) أي: ولو كان هذا الطَّرَفُ مادّتُه من المحسوسات خياليًّا. (٤) أي: كما المشبّه به. (٥) للصَّنَوْبَرِيّ في تكملة ديوانه ص ٤٧٧، وأسرار البلاغة ص ١٥٩ - ١٧٣، والجمان في تشبيهات القرآن ص ٣٣١. وبلا نسبة في مفتاح العلوم ص ٤٦١، وإيجاز الطِّراز ص ٣١٩، وأنوار الرَّبيع ٥/ ١٩٩. والشَّقيق: الوردُ الأحمر المعروف بشقائق النُّعْمَان، تصوَّب أو تَصَعَّد: تَثنَّى سُفلًا وعُلْوًا، أعلام: رايات، ياقوت: حجرٌ كريمٌ مختلفةٌ ألوانُه.

1 / 321