Durar al-ʿuqud al-faridat fi taragim al-aʿyan al-mufidat
درر العقود الفريدة في تراجم الأعيان المفيدة
Genres
============================================================
الذي أوجب قيامه على محمود عند الظاهر لخوفه منه، وبه تسور لمراقي العز كما تقدم؛ واتفق لي في مرضه عجث وهو أثه لما أهل شهر رمضان سنة ثمان وثمان مثة حضر إلي قوم للهناء بشهر الصوم، فجلنا في فنون من الحديث، إلى أن دار بيننا حديث ابن غراب، وكان إذ ذاك مريضا قد طال مرضه وأرجف بموته غير مرة، فقلت: عندي أن هذا الرجل لا يموت إلا في ليلة خجمعة أو في ليلة قذر، فإنه وقع له من الحظ ما لم ير مثله لأحد، بحيث أخبرني مرة وأنا عنده في داره أنه سقطت منه في الفسقية التي كنت معه بجانبها شمعة وهي تقد، فتناولها من الماء ولم تتطف، فخشيث أن يكون هذا نهاية سغده وغاية حظه؛ فوالله لقد عظم أمره بعد إخباره لي بذلك أضعاف ما كان. ومن تمام سعد هذا الرجل أن تكون منيته سليمة وفي يوم شريفي من شهر رمضان ليحوز سعادة المحيا والممات . فقال آخر، وكان عنده علم من الطب: أما أنا فالذي أراه أله لا يزال مريضا حتى يفرغ فصل الشتاء، واستدل لذلك من جهة صناعته الطبية. فقال آخر، وكان ينظر في النجوم: أنا آخذ طالع هذه المسألة وأنظر له فعمل ما يقتضيه نظره وقال: هذا الرجل يموت من هذا المرض عند احتراق المشتري. ومضى اليوم وما بعده فمات في أول فصل الربيع عند احتراق المشتري في يوم الخميس التاسع عشر من شهر رمضان، وصح حذس الثلاثة. وقد ورد: "من مات يؤم الجمعة أو لئلة الجمعة لم يعرض ولم يحاسب" خرجه ابن عدي(1)، وأحد ما قيل في ليلة القدر أنها ليلة التاسع عشر من رمضان.
فلقد كان شأنه، رحمه الله، كله عجبا. أخبرني عزيز مصر، (1) الكامل في ضعفاء المحدثين 4/7 255من حديث أنس ولفظه عنده : لامن مات يوم الجمعة وقي عذاب القبر4. أما هذا اللفظ الذي ذكره فلم نجده في "الكامل" : وهو حديث ضعيف لا يصح عن التبي يلة فكل طرقه ضعيفة، كما قال الإمام الترمذي حينما أورد مثله من حديث عبدالله بن عمرو بن العاص في جامعه الكبير (4 107)، وينظر تعليق الدكتور بشار عواد معروف عليه.
Page 99