Durar al-ʿuqūd al-farīda fī tarājim al-aʿyān al-mufīda
درر العقود الفريدة في تراجم الأعيان المفيدة
Genres
============================================================
الحمراء في مدة مرض الأشرف، وساعده (1) ابن مهدي صاحب سناج، فبادر الناصر وسار إليه وملك سناج وغيره، فانهزم السيري وتهب ما معه، وعاد الناصر منصورا. ثم سار في نضف جمادى الأولى ونزل على بلاد بني سيف وأباد معانديه، وقبض على آعيانهم؛ ومضى إلى بلاد الأساودة في ثاني عشريه فتسلم حصنهم بغير قتال، وعاد إلى تعز دار ملكه؛ ثم سار إليهم في رابع عشري جمادى الآخرة، وخرب بلادهم وحصونهم، وقتل كثيرا منهم، وتوجه إلى زبيد، ثم مضى منها في عاشر شهر رجب إلى المعازبة فأذعنوا له، وبعث عسكرا إلى جبلة فأخذ خيلهم وعاد إلى زبيد. ثم توجه ثانيا إلى المعازبة عندما أخذوا إبل المناقرة فأوقع بهم وقتل منهم وسبى كثيرا، وأخذ في ثاني شوال المهور، وهو حصن عظيم فانحسمت بأخذه مادة الخلاف في مخالف سهام وتلك الأطراف، ثم عاد إلى تعز في ثاني عشري ذي القعدة، وأخذ في أول يوم من المحرم سنة أربع وثماني مثة حضن ريمة، وسائر ما هنالك على يد الأمير الأجل بدر الدين محمد بن زياد الكاملي.
وما زال يستولي على البلاد حتى ملك ما لم يملكه آباؤه ما عدا الملك المظفر، وهي زبيد وعدن، وتعز، وجيلة، وحرضق، والمهجم، والمحالب، والمنصورة، مع الدملوة، والجوه، وقوارير. ثم انتحس سعده، ووهى جده، فأخذت منه الأعمال التي أخذها في مدة دولته شيئا بعد شيء دفعة واحدة، فكانت نكبته شنعاء أعمث عليه مسالك رأيه، حتى خولط في عقله عدة أيام، ثم عوفي عافية ما لم تؤد إليه عقله كما كان. وبقي منغص الحياة هو ورعيته حتى ضاق به وبهم الأرض بما رحبت لقلة مجابيه، وشدة ظلمه، وكثرة أخذه أموال الناس، فتمنى كل أ حد زواله حتى مات يوم الاثنين سادس عشر جمادى الآخرة سنة سبع وعشرين وثماني مثة بصاعقة سقطت على حضن قوارير خارج مدينة زبيد (1) فراغ قدر كلمتين.
Page 335