Durar al-ʿuqūd al-farīda fī tarājim al-aʿyān al-mufīda
درر العقود الفريدة في تراجم الأعيان المفيدة
Genres
============================================================
فولد له أحمد هذا في يوم عاشوراء سنة آربع وخمسين وسبع مئة بمدينة سراي، ومات أبوه وهو ابن تشع سنين، فتولى الله تربيته، وبرع في أنواع من العلوم وهو ابن ثماني عشرة سنة، وضرب به المثل في الذكاء. ثم خرج من وطنه وله عشرون سنة، فاشتهر في البلاد التي دخلها، حتى سكن دمشق مدة.
ثم قدم القاهرة وولي تدريس الحديث بالمدرسة الظاهرية المستجدة بين القصرين، وهو أول من درس الحديث بها. وولي أيضا تدريس الحديث بالمدرسة الصرغتمشية من الصليبة. وأقرأ كتاب "غلوم الحديث" لابن الصلاح بقوة ذكائه وجودة ذفنه حتى مات بعد مرض طويل، وقد تزوج وؤلد له، وذلك في حادي عشري المحرم سنة إحدى وتسعين وسبع مثة عن ست وثلاثين سنة وعشرة آيام..
وكان من أفراد زمانه في الرياضة وحسن الخلق وآداب الصوفية، فإنه تجرد وسلك ودخل الخلوة، وفي خسن تقرير العلوم العقلية، فإنه كان إمامها، وفي يديه زمامها. وكان إذا طالع كتب الفقه والحديث والتقسير قرر منها في دروسه ما شاء أحسن تقرير، رحمه الله، فلقد عرفناه عدة سنين، وكانت له يد في الأدب نثرا ونظما بالألسن الثلاثة، وهي : العربية، والفارسية، والتركية. وأنجب ولذه محب الدين: -: 222- أحمد بن عبدالله بن أحمد، شهاب الدين القرقشندي الشافعي (1).
خدم صلاح الدين ابن عرام نائب الإسكندرية مدة، ثم توصل في آخر أيام كاتب السر بدر الدين محمد بن فضل الله إلى أن كتب في توقيع (1) ترجمته في: السلوك 4/ 473/1، وإنباء الغمر لا/330، والمجمع المؤسس، الترجمة (403)، والنجوم الزاهرة 149/14، والمنهل الصافي 330/1، والدليل الشافي 55/1، والضوء اللامع 8/2، ووجيز الكلام 452/2، وشذرات الذهب 149/7، ونزهة النفوس 2/ 432، وفي الضوء اللامع 8/2 بذكر اسمه أحمد بن علي بن أحمد القلقشندي.
312
Page 312